الذئاب الرمادية التركية تهاجم جمعية كوردية في فرنسا


 عادت عصابات الذئاب الرمادية التركية اليمينية المتطرفة الى الواجهة من جديد بعد عملية جديدة، استهدفت عددا من الكورد في فرنسا، بعد أن هاجمت مقر جمعية لهم في مدينة ليون.

هاجم مجموعة من منتسبي تنظيم الذئاب الرمادية التركية اليمينية المتطرفة، مقر جمعية كوردية في مدينة ليون الفرنسية، يوم السبت الماضي، واعتدت على أربعة أشخاص بالسلاح الأبيض.

وقالت الشرطة الفرنسية: أنه “نحو الساعة 14,30 اقتحم نحو عشرة أشخاص على الأقل مركزاً كرديا في الدائرة السابعة في ليون. وقعت أضرار كبيرة وأصيب أربعة أشخاص بجروح طفيفة”.

وقال عناصر الإطفاء أنه وقع “عراكا بين جماعتين، أسفر عن أربعة مصابين بجروح متوسطة تم نقلهم إلى مراكز استشفاء مجاورة”.

وتابع الإطفائيون “الضحايا رجال تتراوح أعمارهم بين 30 و45 عاما، جرحوا بسلاح أبيض بواسطة مضارب وقضبان حديدية”.

وجاء في بيان للمجلس الديموقراطي الكوردي في فرنسا أن أفرادا “ملثمين ومسلّحين بمضارب بيسبول وبالسلاح الأبيض” من تنظيم الذئاب الرمادية “هاجموا بعنف شديد جمعيتنا في ليون وتعرّضوا لأعضائها بالضرب. جرح أربعة كورد كانوا متواجدين في الجمعية على يد بلطجية ” أردوغان الخطرين”.

“وبحسب تقرير وكالة الصحافة الفرنسية هذا اليوم فإن الذئاب الرمادية” تنظيم يعرف عنه قربه من ” أردوغان”، وكانت وزارة الداخلية الفرنسية حلّته في نوفمبر بعد اتّهامه بالوقوف وراء صدامات وقعت بين الجاليتين التركية والأرمنية قرب ليون.

و ندّدت الجمعية التي طاول الهجوم أعضاءها السبت بتهديدات وكتابات على بوابة الجمعية نُسبت إلى “الذئاب الرمادية”، كما كُتبت الأحرف الأولى لاسمي “حزب الحركة القومية” والرئيس التركي.

كما أن انتماء الذئاب الرمادية لحزب الحركة القومية اليميني المتطرف الذي يصنّف ضمن الأحزاب الفاشية يتغذى من ريع ودعم حكومة العدالة والتنمية بسبب التحالف المصيري بين الحزبين وبين اردوغان وزعيم حزب الحركة القومية دولت بهجلي من خلال ما يعرف بتحالف الشعب وعلاقة التخادم بين الطرفين لضمان الأغلبية البرلمانية والوقوف معا في وجه الكورد والمعارضة.

ويُطلق على المجموعة اسم الذئاب الرمادية باللغة الفرنسية، إذ يبقى اسمها الأصلي “الشباب المثالي” باللغة التركية غريبا.
وقد تأسست كجزء من موجة السياسة اليمينية لمسؤولي الدولة التركية المدربين في أميركا المناهضة للشيوعية في الستينيات.

وبحسب مقال الكاتب “ارغون باباهان”، أنه استمر صعود هذه القوة شبه العسكرية برعاية الدولة خلال السبعينيات، وبلغ ذروته مع حكومة “بولنت أجاويد”.

وبينما كانت البلاد تتجه نحو الانقلاب العسكري في 1980، أودت عمليات القتل الجماعي في جامعة إسطنبول وفي أنقرة بحياة العديد من المثقفين والشباب.

بدأت هذه المافيا القومية في المشاركة بنشاط في حرب تركيا ضد الحركة السياسية الكوردية في التسعينيات، مما زاد من تعقيد علاقاتها مع الدولة. ونجحت المجموعة في السيطرة الكاملة على طريق المخدرات من أفغانستان إلى أوروبا والأميركتين.

كما كان أعضاء المجموعة يعملون لصالح الدولة أيضا. فبعد الانقلاب، استخدمت تركيا الذئاب الرمادية ضد الجيش الأرمني السري لتحرير أرمينيا، وهي مجموعة صنفتها تركيا على أنها إرهابية لاستهدافها الدبلوماسيين والبيروقراطيين الأتراك لسنوات انتقاما للنفي والقتل الجماعي للأرمن في ظل الإمبراطورية العثمانية وتركيا.

كما قُبض على رئيس حزب الحركة القومية التركي المعارض، دولت بهجلي، ومعه رشاشات كلاشينكوف في سيارته في الفترة التي سبقت 1980. وكانت علاقته بجهاز المخابرات مكشوفة لسنوات.

يدير الرئيس التركي رجب طيب أردوغان شبكة استخبارات واسعة في أوروبا حول تجمعات المساجد والقوميين، وهو تقليد إسلامي محافظ انبثق عنه الرئيس وحزبه الحاكم. لم تكن هناك حاجة إلى الذئاب الرمادية في الميدان. ولكن، عندما اشتعلت القضية الأرمنية، كانت الدولة “بحاجة إلى رجال يمكنهم كسر الأشياء” مرة أخرى.

وفقًا للكاتب دوغان أوزغودن، في 2013، عند اغتيال ثلاث ناشطات كرديات في 2013 بالعاصمة الفرنسية، وقال أوزغودن: “مرت سبع سنوات، لكن فرنسا لم تكشف عن دور الدولة التركية في جرائم القتل الشنيعة هذه”.

وكان وزير الداخلية الفرنسي “جيرالد دارمانين”، قد أعلن عن حظر الحكومة الفرنسية لمنظمة “الذئاب الرمادية” التركية، اليمينية المتطرفة، على أراضيها.

ووجهت أصابع الاتهام الى هذه الحركة، بعد الصدامات التي وقعت أخيرا بين الجاليتين التركية والأرمنية في ديسين-شاربيو قرب ليون (شرق)، و كتبت عبارة “الذئاب الرمادية” على نصب تكريمي لضحايا الإبادة والمركز الوطني للذاكرة الأرمنية قرب ليون.

وكانت المنظمة شاركت في احتجاجات عنيفة ومظاهرات مضادة، تستهدف نشطاء أكراد وأرمن، طبقا لمرسوم حل المنظمة الذي نشره الوزير.

و”نظمت الجماعة مظاهرتين ليليتين مناهضتين للأرمن في “ليون وجرينوبل” أواخر الشهر الماضي، وردد المشاركون في إحدى المظاهرتين “سنقتل الأرمن”.

وبعد صدور الموقف الفرنسي الرسمي مباشرة، توعّدت تركيا بـرد حازم” على حلّ السلطات الفرنسية جماعة “الذئاب الرمادية” التركية القومية المتطرفة، واصفة القرار الفرنسي بأنه “استفزاز”.\


المصدر :xeber24

ليست هناك تعليقات