البنتاغون: الغزو التركي لسوريا يضر بعلاقتنا مع أنقرة ويجب إنهاء العملية العسكرية

أكد وزير الدفاع الأميركي، مارك إسبر، اليوم الخميس، أن الغزو التركي لسوريا يضع علاقتنا مع أنقرة على المحك، مطالباً تركيا بإنهاء عملياتها العسكرية في شمال شرق سوريا "كوردستان سوريا".
وقال إسبر، في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس هيئة الأركان الأمريكية، مارك ميلي، بمقر وزارة الدفاع الأمريكية، إن "العمليات العسكرية التركية في شمال شرق سوريا تقوض الاستقرار في المنطقة".

وأضاف الوزير الأمريكي: "نرفض العمليات العسكرية التركية في سوريا"، مشيراً إلى أن هذه العمليات "تزعزع الاستقرار في المنطقة".

من جهته قال رئيس هيئة الأركان الأمريكية، مارك ميلي: "ما زلنا على تواصل مع قوات سوريا الديمقراطية، وسنعمل على توفير الحماية لجنودنا في المنطقة".

وتابع ميلي: "نطالب تركيا بالتهدئة لتمهيد الطريق أمام تسوية سياسية"، مؤكداً أن "تركيا مسؤولة عن تأمين السجون التي يحتجز فيها مسلحو داعش".

وفي وقت سابق اليوم الخميس، شجع وزير الدفاع الأمريكي، مارك إسبر، تركيا "بقوة" على "وقف" عمليتها العسكرية ضد المقاتلين الكورد في شمال شرق سوريا "كوردستان سوريا"، محذراً عواقب وخيمة على تركيا، وفق بيان للبنتاغون.

وسبق أن نددت عدة دول، على رأسها بريطانيا، فرنسا، هولندا، إيطاليا، بلجيكا، النرويج وغيرها، فضلاً عن عدد من الدول العربية، في مقدمتها السعودية، الإمارات، مصر والأردن، الهجوم التركي على مناطق كوردستان سوريا، وأكدت أنه سيؤثر سلباً على الحرب ضد تنظيم داعش، فيما حذرت منظمات إغاثية من وقوع كارثة إنسانية جديدة جراء الهجوم.

وطرح الرئيس الأمريكي، دونالد ترمب، أمس الخميس، ثلاثة خيارات لحل الأزمة التي تشهدها كوردستان سوريا منذ أن بدأت تركيا، الأربعاء الماضي، هجوماً عسكرياً عليها، بدعم من الفصائل السورية المسلحة الموالية لأنقرة، وقال ترمب، في تغريدة على صفحته بموقع "تويتر"، إن "لدينا واحد من ثلاثة خيارات، الأول إرسال الآلاف من القوات والانتصار عسكرياً، والثاني هو ضرب تركيا بشدة من الناحية المالية، مع العقوبات، أما الثالث فهو التوسط في صفقة بين تركيا والكورد".

من جهته دعا الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أمس الخميس، تركيا إلى "أن تنهي في أسرع وقت" هجومها في سوريا، منبهاً إياها إلى "خطر مساعدة داعش  في إعادة بناء خلافته".

من جهتها أعلنت النرويج، العضو في حلف شمال الأطلسي، أمس الخميس، تعليق تصدير أي شحنة أسلحة جديدة لأنقرة بعد بدء الهجوم التركي في شمال شرق سوريا، وقالت وزيرة الخارجية النرويجية، اين إريكسن سوريدي، في تصريح صحفي: "لأن الوضع معقد ويتغير بسرعة، لن تنظر وزارة الخارجية في سياق إجراء وقائي في أي طلبات لتصدير معدات دفاعية ومعدات ذات استخدامات مختلفة إلى تركيا حتى إشعار آخر".

أما إيطاليا، فاستدعت، أمس الخميس، السفير التركي في روما إثر الهجوم الذي شنته أنقرة على كوردستان سوريا، وقالت وزارة الخارجية في بيان: "إثر الخطوات العسكرية التركية في شمال شرق سوريا، أمر وزير الخارجية لويجي دي مايو باستدعاء السفير التركي في إيطاليا".

وبدأت العملية العسكرية التركية المدعومة من فصائل سورية مسلحة موالية لأنقرة، يوم الأربعاء 9/10/2019 باستهداف مناطق متفرقة من كوردستان سوريا، خصوصاً مدينتي "سري كانييه" و"كري سبي"، وتسببت بمقتل وإصابة عشرات المدنيين، بينهم أطفال ونساء، فضلاً عن نزوح آلاف المدنيين باتجاه مدن ومناطق أخرى في كوردستان سوريا، وأثار الهجوم التركي استياءً واستنكاراً دولياً في ظل خشية دول عدة من عودة تنظيم داعش، وحدوث أزمة إنسانية جديدة.

ليست هناك تعليقات