المجلس الوطني الكوردي: العملية التركية تشكل انتهاكاً للقوانين والأعراف الدولية وندعو إلى إيقافها

أعلن المجلس الوطني الكوردي، اليوم الجمعة، 11 تشرين الأول، 2019، أن الاجتياح التركي في مناطق كوردستان سوريا يمثل "انتهاكاً للقوانين والأعراف الدولية"، مشيراً إلى أن "مشاركة المجموعات المسلحة السيئة الصيت في العملية تتناقض مع التفاهم حول خصوصية المناطق الكوردية وتتجاهل الوثيقة الموقعة مع المجلس" 
وقالت الأمانة العامة للمجلس الوطني الكردي في بيان: "في تصعيد خطير وفي 9/10/2019 أقدمت القوات التركية وبدعم من  فصائل مسلحة من ما يسمى الجيش الوطني على تنفيذ تهديدها ضد مسلحي حزب الاتحاد الديمقراطي واجتاحت الحدود السورية في مناطق من كوردستان سوريا شرق الفرات وجاء هذا الاجتياح للحدود انتهاكاً للقوانين والأعراف الدولية".

وأضاف البيان: "تسبب ذلك حتى الآن باستشهاد وجرح عدد من المدنيين في مناطق مختلفة على كامل الشريط الحدودي وإلى عمليات نزوح جماعية من المدن والقرى التي تقع ضمن دائرة العمليات العسكرية، ومما زاد من حدة القلق والخوف لدى أبناء المنطقة بكافة مكوناتها مشاركة المجموعات المسلحة السيئة الصيت في العملية، لما لهذه المجموعات من سجل حافل في الجرائم التي ارتكبتها في عفرين من قتل ومن عمليات السلب والنهب لبيوت المواطنين المدنيين".

وتابع: "تأتي مشاركتهم بتأييد من الائتلاف الوطني، هذا التأييد الذي يستنكره المجلس كونه يتناقض مع التفاهم حول خصوصية المناطق الكوردية وتتجاهل الوثيقة الموقعة مع المجلس".

ومضى بالقول: "إن المجلس الوطني الكردي وهو يدين هذا الهجوم الذي جاء استهتاراً وتحدياً لرأي أوساط دولية واسعة في العالم  استنكروا العملية منذ لحظاتها الأولى، في وقت لا تخفي فيه تركيا عزمها على إعادة اللاجئين السوريين لديها إلى المناطق التي تدخلها، مما يتسبب  بتغيير ديمغرافي طالما سعت إليه".

وناشد البيان "المجتمع الدولي والأمم المتحدة والدول العربية والدول ذات الشأن بتحمل مسؤولياتها في وقف الهجوم والأعمال العسكرية التي تزيد الأوضاع تعقيداً وتؤدي إلى تفاقم في الوضع الإنساني والإغاثي والبحث عن حلول سلمية تحقق الأمن والاستقرار للمنطقة ومن ضمنها إيجاد حل عادل لقضية الشعب الكوردي في سوريا، كما يطالب المجلس p y d بالكف عن السياسات والممارسات التي تتخذها تركيا  ذرائع لتدخلها العسكري للمناطق الكوردية".

وطالب المجلس الوطني الكوردي "المقاتلين بالابتعاد عن المناطق السكنية وعدم استخدامها ساحة قتال تحاشياً لوقوع المزيد من الضحايا بين المدنيين".

وسحب الرئيس الأمريكي، دونالد ترمب، مطلع الأسبوع الجاري الجنود الأمريكيين المنتشرين في سوريا قرب الحدود التركية، فيما أعلن الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، الأربعاء الماضي، شن هجوم على المقاتلين الكورد في كوردستان سوريا.

ويتعرض ترمب لموجة انتقادات كونه "سهل" الأمر للأتراك و"تخلى عن الكورد"، حلفاء واشنطن في حربها ضد الإرهابيين، فيما توعد ترمب أنقرة بعقوبات اقتصادية، وتحدث عن إمكان القيام بوساطة بين الأتراك والكورد.

وسبق أن نددت عدة دول، على رأسها بريطانيا، فرنسا، هولندا، إيطاليا، بلجيكا، النرويج وغيرها، فضلاً عن عدد من الدول العربية، في مقدمتها السعودية، الإمارات، مصر والأردن، بالهجوم التركي على مناطق كوردستان سوريا، وأكدت أنه سيؤثر سلباً على الحرب ضد تنظيم داعش، فيما حذرت منظمات إغاثية من وقوع كارثة إنسانية جديدة جراء الهجوم.

وبدأت العملية العسكرية التركية المدعومة من فصائل سورية مسلحة موالية لأنقرة، يوم الأربعاء 9/10/2019 باستهداف مناطق متفرقة من كوردستان سوريا، خصوصاً مدينتي "سري كانييه" و"كري سبي"، وتسببت بمقتل وإصابة عشرات المدنيين، بينهم أطفال ونساء، فضلاً عن نزوح آلاف المدنيين باتجاه مدن ومناطق أخرى في كوردستان سوريا، وأثار الهجوم التركي استياءً واستنكاراً دولياً في ظل خشية دول عدة من عودة تنظيم داعش، وحدوث أزمة إنسانية جديدة.

ليست هناك تعليقات