مصطفى بالي : نتعرض لإبادة جماعية وقواتنا ستقاتل حتى الرمق الأخير

أكد المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية، مصطفى بالي، اليوم الجمعة، 11 تشرين الأول، 2019، أنه "نتعرض الآن لإبادة جماعية ومشروع للتغيير الديمغرافي ضد الكورد وواجبنا يقضي علينا حماية شعبنا وحدودنا وأراضينا وسنقاتل حتى الرمق الأخير"، مبيناً: "سجوننا التي تضم أكثر من 12 ألف من الدواعش إلى جانب مخيمات عائلات مسلحي التنظيم والتي تحتوي على قرابة 90 ألف شخص تمثل قنبلة موقوتة ولا نعلم متى ستنفجر ونحن لا نتحمل المسؤولية عن ذلك".
وقال بالي لموفد شبكة رووداو الإعلامية، هونر أحمد: "هذا الهجوم يؤثر بشكل مباشر على الحرب ضد داعش حيث يحاول التنظيم معاودة تحركاته منذ بدء الهجوم"، مبيناً أن "ما يسمي نفسه (الجيش الوطني السوري) والذي يشارك في العملية التركية يضم أعضاء سابقين في داعش من الذين فروا من المناطق التي حررناها إلى تركيا وهنالك قاموا بتنظيم أنفسهم وعادوا مرة أخرى".

وذكر أن "الكورد قاتلوا لخمس سنوات ضد داعش نيابة عن العالم أجمع وهنا أقصد الكورد عموماً أي روجآفا وإقليم كوردستان فلولا البيشمركة لما استطاع الجيش العراقي الوصول إلى الموصل ولولا وحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة لما تمت هزيمة داعش".

وتابع: "استشهد الآلاف من شبابنا لحماية العالم وإرساء الأمن ودحر الإرهاب وللأسف حينما يتعلق الأمر بالكورد فإن العالم يدير ظهره لنا وهذا ما حصل مع روجآفا وإقليم كوردستان، فحينما صوت 93% من الشعب الكوردي لصالح الاستقلال تم عزل إقليم كوردستان، والآن أيضاً مع الكورد في روجآفا إثر عدم الاتفاق على حل سياسي".

وشدد على أنه "نحن نتعرض الآن لإبادة جماعية ومشروع للتغيير الديمغرافي ضد الكورد وواجبنا يقضي علينا حماية شعبنا وحدودنا وأراضينا فقواتنا بالكامل الآن في حالة النفير العام"، مبيناً أن "سجوننا التي تضم أكثر من 12 ألف من الدواعش إلى جانب مخيمات عائلات مسلحي التنظيم والتي تحتوي على قرابة 90 ألف شخص تمثل قنبلة موقوتة ولا نعلم متى ستنفجر ونحن لا نتحمل المسؤولية عن ذلك، فرغم أننا سنقوم بما نستطيع فعله لكننا مجبرون على الدفاع عن أنفسنا أمام هذه الإبادة الجماعية".

وأوضح أن "العملية دخلت يومها الثالث، ونحن نتصدى لها بكل إمكانياتنا في مقابل تركيا التي تملك قوة قوامها 600 ألف عنصر مع أسلحة وطائرات متطورة مسنودة بعشرات الآلاف من العصابات من إدلب وجرابلس واعزاز لكن نستطيع القول إن قواتنا تسجل نصراً تاريخياً".

ورداً على سؤال بشأن الموقف الميداني للمعركة على الأرض، أوضح أنه "هنا نحن لا نستطيع ذكر إحصائية معينة لعدد القرى التي فقدنا السيطرة عليها أو تلك التي استطعنا حمايتها من العدو لكن المقياس هو بما نقوم به ضد العدو من عمليات تقض مضاجعه".

ووجه كلمة لأهالي كوردستان سوريا قائلاً: "لن نقول لشعبنا إن العدو لن يدخل إلى المدن لكن نتعهد بأن سنسفك دمه وسنكبده الكثير من الخسائر مرحلة بمرحلة وأن عليهم أن يمروا على جثثنا وأننا سنقاتل بشكل مستميت حتى الرمق الأخير".

وسحب الرئيس الأمريكي، دونالد ترمب، مطلع الأسبوع الجاري الجنود الأمريكيين المنتشرين في سوريا قرب الحدود التركية، فيما أعلن الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، الأربعاء الماضي، شن هجوم على المقاتلين الكورد في كوردستان سوريا.

ويتعرض ترمب لموجة انتقادات كونه "سهل" الأمر للأتراك و"تخلى عن الكورد"، حلفاء واشنطن في حربها ضد الإرهابيين، فيما توعد ترمب أنقرة بعقوبات اقتصادية، وتحدث عن إمكان القيام بوساطة بين الأتراك والكورد.

وسبق أن نددت عدة دول، على رأسها بريطانيا، فرنسا، هولندا، إيطاليا، بلجيكا، النرويج وغيرها، فضلاً عن عدد من الدول العربية، في مقدمتها السعودية، الإمارات، مصر والأردن، بالهجوم التركي على مناطق كوردستان سوريا، وأكدت أنه سيؤثر سلباً على الحرب ضد تنظيم داعش، فيما حذرت منظمات إغاثية من وقوع كارثة إنسانية جديدة جراء الهجوم.

وبدأت العملية العسكرية التركية المدعومة من فصائل سورية مسلحة موالية لأنقرة، يوم الأربعاء 9/10/2019 باستهداف مناطق متفرقة من كوردستان سوريا، خصوصاً مدينتي "سري كانييه" و"كري سبي"، وتسببت بمقتل وإصابة عشرات المدنيين، بينهم أطفال ونساء، فضلاً عن نزوح آلاف المدنيين باتجاه مدن ومناطق أخرى في كوردستان سوريا، وأثار الهجوم التركي استياءً واستنكاراً دولياً في ظل خشية دول عدة من عودة تنظيم داعش، وحدوث أزمة إنسانية جديدة.

ليست هناك تعليقات