ألمانيا تعيق لم شمل الأسر الإزيدية

لم يلتق مروان جدعان زوجته (جميلة) الموجودة في ألمانيا منذ أربع سنوات لتلقي العلاج الجسدي والنفسي، وكان داعش قبلها قد أبعد عنه زوجته 11 شهراً. لكن الحكومة الألمانية تمنع لم شمل هذه الأسرة والعديد من الأسر الأخرى، في حين يرى الخبراء أن للعلاقات الأسرية تأثيراً إيجابياً على علاج النساء الناجيات من أسر داعش.

في أواخر ربيع 2015، تلقى مروان اتصالاً هاتفياً من زوجته جميلة، من محافظة ديرالزور السورية. كان الداعشي الذي استعبدها في صلاة الجمعة حينها. كان أسبوع واحد كافياً ليتمكن مروان من العثور على جميلة وفك أسرها هي وأولاده الخمسة لقاء 18000 دولار.

أخبر مروان موقع ميدل إيست آي: "فرحت جداً عندما اتصلت بي، ثم أمضينا خمسة أشهر سعيدة معاً"، لكن تلك السعادة لم تستمر فقد مرت جميلة وأولادها، كسائر النساء والأطفال الذين خطفهم داعش، بظروف عصيبة وكانوا بحاجة إلى علاج على وجه السرعة، في تلك الفترة وصل فريق لعلاج الصدمات النفسية قد جاء من إقليم بادن فورتمبيرغ الألماني لمساعدة أشخاص كجميلة وأولادها.

تقول جميلة للموقع: "كنا نعرف أن تواجدنا في ألمانيا سيحسن حال أولادنا"، لذا قررت هي وزوجها أن لا يفوتا الفرصة، رغم اضطرار مروان للبقاء وحده في مخيم للنازحين.

يقول مروان: "عندما تحدثوا معنا، طلبوا مني التوقيع على ورقة تقضي بأني لن أتمكن من لقاء عائلتي لمدة عامين، لكن بعد مرور العامين كان ممكناً أن أطلب لم شمل العائلة"، وقد مرت أربعة أعوام على ذلك ومروان مازال ينتظر اللقاء مع عائلته.

الأوضاع الأمنية والسياسية والخدمية في سنجار تمنع الإزيديين من العودة إلى بيوتهم وديارهم، ومع ذلك فإن عدداً كبيراً من الدول يرفض قبول طالبي اللجوء الإزيديين، ويقول مدير مجموعة (يَزدا) لمساندة الإزيديين، أحمد خديدا برجس: "يواجه الإزيديون في العراق والشرق الأوسط مصيراً مجهولاً. إن من السابق لأوانه رد طالبي اللجوء الإزيديين".

ويفيد تقرير لجريدة (نوي أوزنباروكر تسايتونغ) أن ألمانيا قبلت نحو 60% من طالبي اللجوء الإزيديين في 2018، بينما كان الرد على 85% من القضايا في السنة السابقة لها إيجابياً. كما شهد عدد الإزيديين الذين تقبلتهم أمريكا تراجعاً كبيراً، وتفيد بيانات اللجنة الدولية للإغاثة بأن أمريكا قبلت خمسة إزيديين فقط في 2018، بين تقبلت في السنة السابقة لها 445 منهم.

يقيم مروان في مخيم النازحين مع كل من (سليم حسو خلف) و(كيجي عمو سيلو)، وهما أيضاً يعانيان من نفس المشكلة، كان سليم أسيراً عند داعش مع زوجته وأربعة من أولاده تسعة أشهر، ويقول: "كنا نظن أن سنتين ستمران بسرعة ونلتحق بهم"، ويشير التقرير إلى أن سليم أجرى مقابلة في القنصلية الألمانية بأربيل منذ أيلول من السنة الماضية، لكن لم يتلق أي رد حتى الآن.

ويقول كيجي عمو إن المستوى المتدني لجواز السفر العراقي يحول دون تمكنهم حتى من طلب تأشيرة سياحية: "على الأقل اسمحوا لنا بلقاء أفراد أسرتنا مرة في السنة. فحتى السجين يسمح له بلقاء أسرته".

وفي تصريح لميدل إيست آي، قالت وزيرة داخلية إقليم بادن فورتيمبيرغ، تيريزا شوبر: "سيفرح الأطفال بلم شمل الأسر، لكن هذا ليس ممكناً الآن"، وتوضح شوبر أن القانون الألماني لا يسمح بلم شمل الأسر التي تعتمد في معيشتها على المساعدات الاجتماعية، والنساء الإزيديات المدرجات في البرنامج يشتغلن في أعمال تدر عليهن دخلاً لا يكفي لإعالة عائلة كاملة.

وكشفت الوزيرة الألمانية عن أنهم يخوضون الآن محادثات مع مسؤولي الإقليم الألماني والحكومة الاتحادية الألمانية، في سبيل إصدار تشريع استثنائي للعوائل الإزيدية: "أعتقد أن هناك حالات ممكنة، لكن هناك حالات لا يمكن أن نفعل من أجلها شيئاً".

وحسب التقرير، فإن نحو 500 امرأة مدرجات ضمن إطار البرنامج، وأزواج 33 منهن فقط موجودون، أما الباقيات فقد قتل داعش أزواجهن، وليس لدى الأسر الـ33 سوى تطبيق واتساب للاتصال، رغم أن مروان ينقطع عن عائلته 10 أيام في بعض الأحيان.

تعود أولاد جميلة على الحياة في ألمانيا، فأبناؤها يلعبون كرة القدم وانضمت بناتها إلى فرق السباحة والجمناستك، وتقول: "أولادي مطمئنون هنا لكنهم يفتقدون أباهم، وقد مرت أربع سنوات، ونحن بحاجة إليه".

كان للناشط الإزيدي والمستشار السابق لرئيس جمهورية العراق لشؤون الأقليات، ميرزا دناي، دور كبير في تدشين برنامج الحكومة الألمانية، لكنه لم يكن يريد أن ينقطع أفراد تلك الأسر عن بعضهم البعض، ويقول إن هذا الانقطاع سيؤثر سلباً على أعضاء المجتمع الإزيدي.

وقد بينت دراسة قام بها النفساني الكوردي المقيم في ألمانيا، جان كزلخان، في 2019 عن الأسر الإزيدية، أن نقل رجال العوائل الإزيدية إلى ألمانيا سيكون له أثر إيجابي على علاج النساء والأطفال الإزيديين، وكان لكزلخان دور فاعل في تدشين البرنامج واختيار الإزيديات المشاركات فيه.

المصدر : شبكة روداو الاعلامية

ليست هناك تعليقات