مشروع سكة حديدية لربط سوريا بإيران.. هل يحقق الأسد أحد أهداف طهران من دعمها له؟

ينوي نظام السوري تنفيذ مشروع لمد سكة حديدية، تربط بين الأراضي السورية وإيران، على أن يشارك بالمشروع أيضاً العراق، البلد الذي يشهد حضوراً ونفوذاً إيرانياً واضحاً.

ونقلت صحيفة “الثورة” التابعة لنظام السوري، اليوم الجمعة، عن مصادر وصفتها بـ”المطلعة”، قولها إن هنالك مخطط مشروع سكة حديدية، يمتد من مدينة مدينة شلمجه جنوب إيران إلى ميناء البصرة العراقي، ومنه إلى الأراضي السورية.

ويشير وجود هذا المشروع، إلى نية إيران الحفاظ على وجود لها في سوريا، رغم مطالبات الولايات المتحدة وإسرائيل بإخراج الإيرانيين من كامل الأراضي السورية.

وفي وقت سابق من اليوم الجمعة، قالت وكالة رويترز إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ونظيره الروسي، سيرغي لافروف، اتفقا على أن أنه ينبغي خروج إيران من سوريا، بحسب ما ذكرته وكالة “بلومبيرغ)” الأمريكية.

ممر بري

وأحد الأهداف الرئيسية لمشروع السكة الحديدية التي تربط بين إيران وسوريا، جاء على لسان نائب الرئيس الإيراني، إسحاق جهانغيري، الذي قال في يونيو/ حزيران الماضي، إن “طهران ترغب بعلاقات تجارية واقتصادية بموازاة العلاقات السياسية بين البلدين”، مشيراً إلى أن الشركات الإيرانية مستعدة للمشاركة والحضور النشط في “إعادة إعمار سوريا”.

واقترح نظام الأسد في وقت سابق إنشاء سكة حديدية، تربط بين سوريا، والعراق، وإيران، في مسعى لتحقيق مكاسب اقتصادية، وقال وزير الاقتصاد والتجارة في حكومة الأسد، محمد سامر الخليل، إن النظام مستعد لاستقبال الشركات الإيرانية والتعامل التجاري، وإنشاء خط سكة حديد يربط الدول الثلاث، وذلك في إطار تعاون بين إيران والأسد في مرحلة إعادة “إعمار سوريا”.

ولطالما سعت إيران منذ بداية تدخلها العسكري في سوريا، إلى تأمين ممر بري أو ما يعرف بـ”الكوريدور الإيراني”، يربط بين أراضي وبين سوريا، وصولاً إلى لبنان حيث معقل ميليشيا “حزب الله” اللبناني، لتسهيل دعمه عسكريا، ولكن طهران لم تنجح في تنفيذ مشروعها بسبب خشيتها من التصادم مع القوات الأمريكية التي تنتشر في الشمال الشرقي، ولوجود قاعدة عسكرية لها جنوب سوريا.

وإلى جانب مشروع السكة الحديدية، قالت صحيفة “الثورة” إن هنالك دراسة لإنشاء ميناء بحري في الحميدية بمدينة طرطوس غرب سوريا، وتطوير عمل المرافئ والسفن وتأمين التسهيلات لزيادة حركة النقل والتبادل التجاري بين سوريا وإيران.
وسعت إيران سابقاً للحضور على مياه المتوسط في سوريا، على غرار روسيا التي تمتلك قاعدتين عسكريتين، الأولى في حميميم بريف اللاذقية، والثانية في طرطوس.

وعلى الرغم من كون روسيا وإيران حليفتين للأسد، إلا أن مصالحهما تشهد تضارباً في بعض الجوانب بسوريا، لا سيما فيما يتعلق بحصة كل منهما في مشاريع “إعادة الإعمار”، في وقت تخشى فيه طهران من توصل موسكو مع واشنطن وإسرائيل إلى تفاهمات تفضي بتقليل النفوذ الإيراني العسكري داخل الأراضي السورية.

المصدر : يكيتي ميديا