دبلوماسي تركي عن العملية العسكرية ضد حزب العمال: لم تحدث بصورة انفرادية
قال رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، فولكان بوزكير، إن العملية العسكرية التي تنفذها تركيا في إقليم كوردستان لم تحدث بصورة انفرادية من جانب واحد.
فعند إجابته على سؤال طرحه مراسل شبكة رووداو الإعلامية في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، مجيد نظام الدين كلي، أشار هذا الدبلوماسي التركي رفيع المستوى إلى أن العملية العسكرية الحالية ضد حزب العمال (بي كا كا) قد تم تنفيذها من خلال التنسيق مع الحكومة العراقية.
وقال فولكان بوزكير، وهو ثاني أكبر مسؤول في الأمم المتحدة إذ يرأس الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تضم 193 من الدول الأعضاء: "لتركيا علاقات جيدة جداً مع العراق، مع القيادة العراقية الجديدة، ومع الجزء الشمالي من العراق. لدينا علاقات جيدة وهناك حوار بيننا. لم يحدث ذلك بصورة انفرادية من جانب واحد".
وأضاف بوزكير: "كدبلوماسي تركي لمدة 39 سنة ومسؤول سياسي لمدة 11 سنة، أعرف المنطقة جيداً، فقد قتل أكثر من 30 ألف شخص من تركيا في الحرب ضد إرهابيي (بي كا كا)، وللأسف يتواجد إرهابيو (بي كا كا) في شمال العراق، ومن واجب الحكومة العراقية أن تضع حداً لهذا الوضع وتمنع إرهابيي (بي كا كا) من دخول الأراضي التركية وقتل هذا العدد الكبير من الناس".
الدفاع عن النفس والحرب ضد الإرهاب هي الحجج القانونية والسياسية التي تمكنت تركيا من استخدامها بنجاح هنا في الأمم المتحدة لمنع أمريكا وروسيا وسائر الدول المتنفذة من الاعتراض على أي عملية عسكرية تركية تستهدف (بي كا كا).
ومما يعزز الموقف التركي أن ممثلية العراق في الأمم المتحدة لم ترفع حتى ساعة إعداد هذا التقرير أي شكوى رسمية ضد تركيا بخصوص هذه العملية العسكرية الجديدة التي تقول تركيا إنها بدأتها ضد (بي كا كا) حسب مراسل رووداو الذي أضاف أنه على العكس من هذا فإن أعلى الدبلوماسيين الأتراك مستوى هنا في الأمم المتحدة، وكما رأيتم في بداية تقريرنا، يقول لرووداو إن تركيا لم تقدم على أي عملية من جانب واحد بدون تنسيق.
لكن خبر تنسيق تركيا مع العراق لم يغير موقف سكرتارية الأمم المتحدة، حيث صرح نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرمان حق، لشبكة رووداو الإعلامية: "ما يمكنني أن أخبركم به هو أن الأمين العام للأمم المتحدة يتابع عن كثب الأوضاع في شمال العراق، ويدعو الأطراف إلى ضبط النفس قدر الإمكان والابتعاد عن أي أزمات إقليمية ستؤدي إلى الإضرار بالأمن والاستقرار الإقليميين، ويشجع الحل الدبلوماسي للمشاكل الإقليمية".
مع ذلك ليس للأمم المتحدة ولا أعضاء مجلس الأمن الدولي أي موقف تجاه احتمال بقاء القوات التركية في إقليم كوردستان لفترة طويلة، الأمر الذي لم تنفه تركيا رسمياً حتى الآن.
في الساعة 17:40 من يوم 23 نيسان 2021، شنت القوات التركية هجوماً برياً وجوياً على مناطق "متينا" و"أفشين-باسيان"، التابعة لمحافظة دهوك في إقليم كوردستان العراق في عملية عسكرية جديدة أطلق عليها الرئيس التركي رجب طيب إردوغان "عملية مخلب البرق".
تأتي العملية العسكرية بعد فشل العملية الأخيرة في 10 شباط 2021 الماضي، على سلسلة جبال كارا واستمرت أربعة أيام، ومقتل 12 جندياً تركياً وتوجيه اللوم للجيش التركي وإردوغان لسوء التخطيط والتنفيذ.
بدوره، أعلن وزير الدفاع التركي خلوصي آكار، "استمرار عملية مخلب البرق والصاعقة التي انطلقت ضد حزب العمال الكوردستاني شمالي العراق".
كما قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في كلمة له من إسطنبول، خلال عقده اتصالاً مرئياً مع قيادة العملية العسكرية: "هدفنا القضاء التام على الإرهاب الذي يراد وجوده على حدودنا الجنوبية، فلا مكان للمنظمة الانفصالية (بي كا كا) ولا للإرهاب في مستقبل تركيا والعراق وسوريا".
ومنذ ثمانينات القرن الماضي، يتمركز جنود أتراك في 9 مواقع بقضاء العمادية، وفي عملية "مخلب النمر" بحزيران الماضي تمكنت أنقرة من تعزيز وجودها العسكري في 24 نقطة جديدة في زاخو وحفتانين، وفي العملية الحالية انتشرت في 3 مواقع إضافية، وبهذا يصل حجم الوجود التركي في المنطقة إلى التمركز في 36 موقعاً إلى جانب امتلاكها 6 قواعد عسكرية في آميدي وزاخو وبعشيقة.
وتسببت العمليات العسكرية منذ 2020 بإخلاء 11 قرية في المنطقة، فيما أسفرت خلال السنوات الثلاث الماضية عن استشهاد 33 مدنياً.
المصدر : روداو دجتال
أضف تعليق