ثقافة كوردستان تطالب بمعاقبة قنوات بثت حادث انتحار حرقاً

 

طالبت وزارة الثقافة والشباب في حكومة اقليم كوردستان، يوم الثلاثاء، رئاسة هيئة الادعاء العام في كوردستان بان تتخذ الاجراءات القانونية بحق القنوات الاعلامية والمراسلين والمصورين الذين غطوا حادث قيام شاب باحراق نفسه امام مقر الامم المتحدة باربيل.

وفي وقت سابق الثلاثاء، أقدم شاب كوردي من إيران، على إضرام النار في نفسه أمام عدسات الصحفيين، قرب مبنى الأمم المتحدة في أربيل، عاصمة إقليم كوردستان بالعراق، على خلفية استيائه من ظروفه المعيشية وتأخر دراسة طلبه للجوء خارجاً.

وحمل الشاب قارورة بنزين قبل أن يقوم بوضع المادة على جسده ويشعل نفسه، فيما كان يتحدث لصحفيين في قنوات محلية.

وفور إقدامه على إحراق نفسه، هرع شاب كان يقف بجانبه لإطفاء النار. مع ذلك، أصيب الشاب بجروح خطرة. وتغطي الحروق 90% من جسده، وفق ما أفاد أطباء بمستشفى في أربيل أسعفه إليه عاملون في الأمم المتحدة.

وقالت وزارة الثقافة والشباب في بيان ورد لوكالة شفق نيوز، إن عدداً من القنوات الإعلامية وشبكات التواصل الاجتماعي قامت بنقل الحادث مباشرة.

ووصفت الوضع الحالي للاعلام وشبكة التواصل الاجتماعي في اقليم كوردستان من ناحية سلوكيات العمل الصحفي والمسؤولية الاجتماعية بانه "سيء"، مؤكدة انها ستضعهم امام مسؤوليتهم القانونية والاجتماعية. 

ودعت الوزارة، جميع القنوات الاعلامية، إلى "الابتعاد عن بث الاخبار والتقارير والبرامج التي تحض على العنف والقتل والانتحار".

وتوعدت الوزارة قائلة، "في حال عدم الالتزام بتلك التعليمات، فانه ومن خلال هيئة الادعاء العام وفي ضوء القانون والتعليمات النافذة في اقليم كوردستان، ستتخذ الاجراءات القانونية ضدهم".

وأضافت أن "الذي حصل اليوم تدخل في الخانة نفسها، لذلك فانها تطالب هيئة رئاسة الادعاء العام بان تتخذ جميع الاجراءات القانونية تجاه الاجهزة الاعلامية وصفحات التواصل الاجتماعي والمراسلين والمصورين الذين غطوا الحدث".

وبالعودة إلى حادث الانتحار، فإن الشاب واسمه محمد محمودي يبلغ من العمر 27 عاماً، كان يقول قبيل إحراقه نفسه: "بسبب النضال في سبيل كوردستان نزحت من كوردستان الشرقية في إيران وأصبحت لاجئا".

وأضاف، أن "هذا هو وضعنا، هل من المفروض أن نعيش هكذا بسبب السياسة، هل هذه حياة، أهكذا نعاقب بسبب نضالنا، نعيش ككلاب مشردة منذ أربع سنوات. إذا عدت إلى إيران سوف أعدم، وهنا لم يبقَ لنا مكان سوى المتنزهات العامة أو المساجد أو المنازل غير المكتملة".

وأفاد أصدقاء له بأن محمودي المنحدر من مدينة "بوكان" الكوردية في إيران يقيم في أربيل منذ أكثر من أربع سنوات، وقدّم طلب لجوء أمام الأمم المتحدة، إلا أن دراسة طلبه تأخرت.

وروى أصدقاؤه بأنه يعيش في ظروف صعبة وسط ضغوط نفسية، بينما والداه كبيران في السن ويعيشان في إيران. وهو يعمل أجيراً بالمياومة في أربيل. وكان ينتمي إلى حزب إيراني معارض يتواجد في كوردستان.

ومحمودي واحد من آلاف الإيرانيين الكورد الذين يعبرون الحدود بين البلدين بحثاً عن عمل بأجر يومي بسيط. وتتمركز في إقليم كوردستان العراق أحزاب سياسية كوردية إيرانية معارضة منذ أكثر من عشرين عاما.


المصدر : شفق نيوز 

ليست هناك تعليقات