مقتل امرأة على يد طليقها في أربيل يتحول لقضية رأي عام


 في حدث صادم، قتلت زهراء البالغة من العمر 21 عاماً وهي أم لثلاثة أطفال، مساء أمس الجمعة على يد طليقها، داخل منزل أبيها وأمام أنظار أهلها في حي باداوا في أربيل، ما أثار الرأي العام، وتدخل أعلى السلطات الرسمية.


زهراء كانت قد غادرت بيت زوجها ولجأت إلى أهلها قبل خمسة أشهر، بعدما قاست الأَمَرَّين من تراجيديا العنف والضرب والتنكيل بكل فصوله، كما قضت 20 يوماً في مركز حماية المرأة، ليسدل الستار على هذه القصة المأساوية وهي مضرجة بدمائها على مسرح الحياة المميتة مساء أمس. 

زينة مجيد، والدة زهراء قالت لرووداو وهي تبكي ابنتها في مجلس العزاء قائلةً: "منذ ثماني سنوات وابنتي عندهم (أهل زوجها) كانوا يبرحونها ضرباً طوال تلك الفترة وتسببوا بإصابتها بمرض نفسي، جميع الجالسين يعرفون هذه الحقيقة وأنه كان يكسر رأسها كل مرة، في الساعة الرابعة والنصف من مساء أمس اقتحم زوجها بيتنا مع اثنين من أخوته وسائق سيارة أجرة مدججين بالسلاح، وتوجه فوراً إلى الغرفة التي فيها ابنتي ضربها ثم ضرب أخاها حينما أراد الدفاع عنها قبل أن يضربني أنا أيضاً، ثم جرّ ابنتي إلى الغرفة وأغلق الباب فقتلها، حصل كل ذلك في بضع دقائق". 

وأضافت أن ابنتها كانت تطلب ألا يجبروها على العودة لبيت زوجها لأن أهله سبق أن هددوها بالقتل بدعوى أنه لا يجوز للمرأة أن تغضب من زوجها وتترك بيته "حتى لو قطعت إرباً إرباً". 

وبعد محاولات كثيرة لإرغام زهراء على العودة بالترهيب لا بالترغيب لجأت الشابة إلى مركز مكافحة العنف ضد المرأة، قبل أن يتصل شقيق زوجها ويبدي استعداد أخيها لتطليق زوجته، درءاً لتفاقم المشكلة، لكنه لم ينكر في نفس المكالمة أن ثلاث رصاصات جاهزة لإطلاقها على زهراء والتخلص منها.

أما جاسم محمد، والد زهراء فقال لرووداو: "طلقها عشائرياً بوجود رجل دين وحضور ستة شهود عيان، وضع الشيخ يده على صدر طليق ابنتي (حيدر) واستحلفه ألا يفكر في قتلها بعدما طلقها، فوعد ألا يقوم بذلك، لكننا لم نكن قد صادقنا الطلاق في المحكمة حينما قتلها، لا أدري لماذا قتلها! لكنه من أسرة عشائرية مسلحة تعتبر الطلاق أمراً معيباً وعاراً لا يُغتفر". 

 تزوجت زهراء وهي تبلغ من العمر 12 عاماً فقط، وهي أم لثلاثة أبناء يبلغون من العمر 6 سنوات و3 سنوات وسنتين.

التحقيقات بدأت لاعتقال طليق زهراء واثنين من أخوته، ويقول المتحدث باسم شرطة أربيل، هوكر عزيز لرووداو إن أوامر إلقاء القبض صدرت لاعتقال القتلة بموجب المادة 406 من قانون العقوبات، مبيناً أن الجريمة نفذت ببندقية كلاشينكوف. 
 
ورداً على هذه الجريمة، غردّ رئيس حكومة إقليم كوردستان قائلاً: "لقد روعتني جريمة القتل الوحشي لشابة في أربيل أمس. لا يوجد شرف في (جرائم الشرف)؛ إنها جريمة قتل، تعيدنا للوراء ويجب أن تنتهي. وقد كلفت وزير الداخلية بضمان محاسبة المتهم". 

وأضاف: "لن يزدهر مجتمعنا حقًا إذا لم يتمكن نصف المجتمع من العيش بحرية دون خوف من العنف. في هذه الحكومة، قمنا بزيادة الموارد لملاجئ النساء المستضعفات اللواتي يسعين إلى الدعم والحماية، وأنا ملتزم ببذل المزيد للمساعدة ولدعم النساء والفتيات في كوردستان". 

وبحسب بيانات مكافحة العنف ضد المرأة والأسرة، فإنه تم تسجيل 63 حالة قتل وانتحار لدى النساء و157 جريمة اغتصاب واعتداء جنسي في إقليم كوردستان خلال عام 2020. 


المصدر : روداو دجتال

ليست هناك تعليقات