الجولاني: لا نشكل تهديداً لأميركا وارتباطنا بالقاعدة انتهى


 رأى أبو محمد الجولاني، زعيم الجماعة السورية المسلحة "هيئة تحرير الشام"، أن الهيئة "لا تشكل أي تهديد للولايات المتحدة الأميركية"، داعياً إلى إزالته من قائمة "الإرهابيين" المصنفين.

 
وعلى مدى أكثر من عقدين من الزمن، كانت حياة أبو محمد الجولاني خارطة طريق للتشدد الإسلامي في العراق وسوريا، وانضم للقتال ضد القوات الأميركية في العراق وسجنه الأميركيون. 
 
وأصبح قائداً داخل الجماعة المعروفة باسم "دولة العراق الإسلامية"، وأسس فرعاً تابعاً لتنظيم القاعدة في سوريا، ثم انفصل عن القاعدة وداعش.
 
وصفته الولايات المتحدة بأنه "إرهابي" منذ عام 2013 وعرضت مكافأة قدرها 10 ملايين دولار مقابل معلومات تؤدي إلى اعتقاله.
 
وحارب الجولاني مع أنصاره من قاعدته في شمال غربي البلاد، القوات الحكومية السورية، وحلفائها الروس والإيرانيين، وحلفاء الجولاني السابقين في داعش والقاعدة.
 
وقال الجولاني في مقابلة مع موقع "FRONTLINE" في محافظة إدلب السورية، مطلع ومنتصف شهر شباط الماضي، إن دوره في "محاربة الأسد وداعش، وفي السيطرة على منطقة بها ملايين النازحين السوريين الذين من المحتمل أن يصبحوا لاجئين، عكس المصالح المشتركة مع الولايات المتحدة والغرب".
 
وأضاف الجولاني أن جماعته "هيئة تحرير الشام"، "لا تشكل أي تهديد للولايات المتحدة، ويجب على الحكومة إزالته من قائمة الإرهابيين المصنفين"، مردفاً: "أولاً وقبل كل شيء، لا تمثل هذه المنطقة تهديداً لأمن أوروبا وأميركا، وهذه المنطقة ليست نقطة انطلاق لتنفيذ الجهاد الأجنبي".
 
وفي رد على سؤال بشأن ما يجب أن يعتبره الناس "قائداً" في سوريا إذا تم تصنيفه على أنه "إرهابي" من قبل الولايات المتحدة والأمم المتحدة ودول أخرى، وصف الجولاني التصنيف الإرهابي بأنه "غير عادل" و"سياسي"، قائلاً إنه بينما كان ينتقد السياسات الغربية تجاه الشرق الأوسط، "لم نقل إننا نريد القتال". 
 
الجولاني أشار إلى أن ارتباطه بالقاعدة "انتهى"، وحتى في الماضي كانت جماعته "ضد تنفيذ عمليات خارج سوريا".
 
"هيئة تحرير الشام" عملت على إنشاء سلطة مدنية من خلال ما يسمى بـ "حكومة الإنقاذ"، وتعد إدلب واحدة من آخر الجيوب المتبقية لمقاومة قوات الحكومة السورية، وقد أصبحت موطناً لما يقدر بثلاثة ملايين مدني، فر الكثير منهم من أجزاء أخرى من سوريا. 
 
وعلى مدى العامين الماضيين، تعرضت إدلب لهجوم من القوات السورية والروسية والإيرانية، مع دعم تركيا لجماعات المعارضة، بما في ذلك، في بعض الأحيان، أنصار الجولاني.
 
وزارة الخارجية الأميركية صنفت في كانون الأول 2012 ، مجموعة الجولاني، التي كانت تُعرف آنذاك باسم "جبهة النصرة"، بأنها منظمة "إرهابية"، في وقت حصل الجولاني، وهو مواطن سوري، على لقب "الإرهابي العالمي المصنف بشكل خاص" في أيار 2013. 
 
واستشهدت وزارة الخارجية بـ "الرؤية الطائفية العنيفة" للجماعة، وقالت إن "الهدف النهائي للجولاني هو الإطاحة بالنظام السوري ومؤسسة الشريعة الإسلامية"، القانون في جميع أنحاء البلاد، مضيفاً أن الهجمات الانتحارية التي نفذتها جماعته "قتلت مدنيين سوريين أبرياء".
 
بعد ثلاث سنوات، سعى الجولاني إلى إبعاد مجموعته علناً عن القاعدة وأعاد تسميتها بـ"جبهة فتح الشام"، وأدى الاندماج مع فصائل مسلحة سورية أخرى في كانون الثاني 2017 إلى تشكيل المجموعة المعروفة باسم "هيئة تحرير الشام" كما هي قائمة اليوم.
 
جيمس جيفري، الذي عمل سفيراً للولايات المتحدة في كل من الإدارات الجمهورية والديمقراطية ومؤخراً كممثل خاص للمشاركة في سوريا ومبعوث خاص للتحالف العالمي لهزيمة داعش خلال إدارة ترمب، أخبر سميث أن جماعة الجولاني كانت "رصيداً ستراتيجياً" لأميركا في إدلب.
 
وقال جيفري في مقابلة في 8 من آذار الماضي: "هم الخيار الأقل سوءاً من بين الخيارات المختلفة بشأن إدلب"، موضحاً أن "إدلب هي واحدة من أهم الأماكن في سوريا، وفي الشرق الأوسط".
 
يذكر أن "هيئة تحرير الشام" أعلنت في 27 آذار 2021 أنها قضت على خلية لـ"تنظيم الدولة" في بلدة أطمة، في محافظة إدلب، بعد اشتباكات لعدة ساعات.




ليست هناك تعليقات