في سوريا.. حتى شراء الطعام بات صعبا
انتقل السوريون لفصل جديد من فصول المآسي التي يعيشونها منذ 10 سنوات، فبعد سنوات القصف والدمار والرعب والتهجير، يعيش المواطن السوري سنوات عجافاً.. سنوات صار فيها تأمين الخبز والغاز والبنزين أقصى أمانيه، وأضحت الطوابير جزءاً من حياته اليومية، ومن كان يتغنى بانتصارات نظام الأسد تناسى على وقع الضربات الاقتصادية، والغلاء الفاحش كل ما حققه، وعم بلاء انهيار الليرة، وتهاوي الاحتياطي من العملة الصعبة على كافة فئات الشعب السوري، فلم يعد المؤيد يبرر عجز النظام عن إيجاد حلول عملية تنتشل البلاد من الأزمات، والانتقادات التي كانت تقال بالسر، صارت تقال علناً وعلى محطات التلفاز.
وقد يكون ما تلمسه رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن حالة الاقتصاد المزرية التي تعيشها البلاد، مؤشرا إلى خروج الأمور عن نطاق السيطرة، ودخول الاقصاد في نفق مظلم.
ثلاثة أرباع السكان يحتاجون مساعدة
ففي سياق حديثه عن المساعدات التي يحتاجها السوريون، قال رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بيتر ماورير، أمس الخميس بحسب رويترز "قرابة ثلاثة أرباع السكان يحتاجون الآن للمساعدة، بزيادة نسبتها 20% مقارنة مع ما كان عليه الحال قبل نحو 12 شهرا".
كما أضاف أن الأسر تجد صعوبة أكثر من أي وقت مضى في شراء الطعام، بينما تفتقر سيارات الإسعاف للوقود لنقل المصابين ومرضى كوفيد-19 للمستشفيات.
دوامة مميتة
إلى ذلك، رأى أن البلاد باتت "في خضم دوامة مميتة من الحرب والانكماش الاقتصادي والجائحة والعقوبات".
تظهر أرقام الأمم المتحدة أن 13.4 مليون من سكان سوريا، البالغ عددهم حاليا حوالي 18 مليون نسمة، يعتمدون على المساعدات.
من جهته أشار رئيس الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر أن أزمة الكهرباء التي تعيشها البلاد، ونقص الوقود لسيارات الإسعاف أدت إلى تدهور المنظومة الصحية، خاصة أن اللقاحات تحتاج لظروف معينة كي تخزن بأمان.
سوريا تحت خطر الفقر
يذكر أن سوريا تتصدر قائمة الدول الأكثر فقرًا بالعالم، بنسبة بلغت 82.5% بحسب موقع "world by map” ، وتتوافق أرقام الموقع مع أرقام الأمم المتحدة، إذ قدرت نسبة السوريين تحت خط الفقر بـ83%، بحسب تقريرها السنوي لعام 2019، حول أبرز احتياجات سوريا الإنسانية.
وجاء في التقرير أن 83% من السكان يعيشون في فقر مدقع، ونتيجة لذلك استنفدت القدرة على التكيف لدى كثير من الناس في المجتمعات المحلية الأكثر تضررًا في سوريا.
فيما يربط النظام السوري بين الانهيار الاقتصادي الذي تعيشه البلاد وبين قانون قيصر، الذي تعود تسميته إلى ضابط سوري انشق وسرّب قرابة 55 ألف صورة لنحو 11 ألف معتقل قتلوا تحت التعذيب في السجون السورية.
المصدر : الحدث
أضف تعليق