القائد العام لقسد: لا نريد جنوداً من أمريكا بل ضامناً لحل دائم مع تركيا
أعلن القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، أن "ما نحتاجه ليس جندياً أمريكياً يقاتل معنا، فنحن أيضاً ندرك أن أمريكا ليس شرطيا للعالم، ولكن ما نحتاجه هو وجود أمريكي ضامن يفضي إلى حل دائم بيننا و بين تركيا"، موضحاً: "يبدو أن الروس و النظام لديهم أفكار وعروض، ولإنقاذ أرواح الملايين من شعبنا قد نضطر لتغيير الوجهة نحو دمشق وموسكو رغم ما قد نقدمه من بعض التنازلات".
وقال مظلوم عبدي في مقال نشرته مجلة فورن بوليسي إن قواته "لم يحدث مرة أن أطلق أحدهم طلقة واحدة باتجاه الحدود التركية... ومنذ أيام، القوات التي أقودها، منهمكة للدفاع عن ثلث مساحة سوريا، أمام غزو تركي مدعوم بفصائل جهادية"، مبيناً أن "سجوننا تحتوي أكثر من(12) ألف إرهابي من تنظيم داعش".
وأضاف: "هذا الغزو ما كان لتركيا أن تشنه علينا لو التزمت وزارة الخارجية الأمريكية بتعهداتها أمامنا، والتي كان مفادها أن ننسحب من المنطقة الحدودية و ندمر تحصيناتنا الدفاعية، لكن ما حدث هو أننا أصبحنا عراة الصدر أمام الخنجر التركي".
وأوضح: "ما نحتاجه هنا، ليس جندياً أمريكياً يقاتل معنا، فنحن أيضاً ندرك أن أمريكا ليس شرطيا للعالم، ولكن ما نحتاجه و ندرك تماماً أن أمريكا قادرة عليه، وجود أمريكي ضامن للحل السياسي، ونحن نعلم أنها وبما تملكه من قوة و نفوذ، قادرة على إطلاق حوار سياسي يفضي إلى حل دائم بيننا و بين تركيا".
وشدد على أنه "نحن منفتحون على تبني أي مشروع ينطلق من أرضية ديمقراطية، لكننا وأمام ما نتعرض له من غزو ومخاطر إبادة جماعية، ندرس خياراتنا، وقد نضطر لإعادة النظر في تحالفاتنا"، لافتاً إلى أنه "يبدو أن الروس و النظام لديهم أفكار وعروض، ولإنقاذ أرواح الملايين من شعبنا قد نضطر لتغيير الوجهة نحو دمشق وموسكو رغم ما قد نقدمه من بعض التنازلات".
وأشار إلى أن "سوريا الآن أمام مفترق طرق، حروب دموية وعرقية جديدة، أو مستقبل آمن وحل سياسي، هذا الأمر يتوقف على القرار الأمريكي، فالانسحاب دون وضع الحلول سيفضي للحرب ومزيد من القتل و الدمار، بينما البقاء الضامن يفضي إلى حل سياسي يرضي الجميع، لقد كان إيماننا بسوريا جديدة ديمقراطية هي الدافع الأساسي الذي دفعنا للتحالف مع أمريكا، لكننا الآن نعيش خيبة الأمل".
وفيما يلي نص المقال بالنسخة العربية:
في بحر متلاطم من الفوضى و الحرب الأهلية في سوريا ، شهد العالم و سمع باسم قواتنا التي اعمل أنا كقائدها العام، إنهم (60) ألف مقاتل ،سوريون حقيقيون، عملنا بجهد كبير لإنقاذهم من الانجرار للتطرف و العصبية، احترفوا العمل العسكري المنضبط تماماً، على مدى خمسة أعوام دافعوا عن قيم الديمقراطية و التنوع، لم يحدث مرة أن أطلق أحدهم طلقة واحدة باتجاه الحدود التركية، في الحقيقة الجنود و القادة الأمريكيون شهود على كفاءة جنودنا و انضباطهم.
لطالما أكدت لقواتنا، أننا معنيون قبل غيرنا بالقتال المباشر ضد تنظيم داعش الإرهابي، ذلك أنهم يحتلون أرضنا، يغزون قرانا و مدننا، يستبيحون دمنا ويسبون نساءنا، هؤلاء الإرهابيون الذين جاؤوا من مختلف بقاع الأرض، كنا نؤكد دائماً أن جنود الجيش الأمريكي و القوى الحليفة، هم شركاؤنا في هذه الحرب، لكنهم كذلك ضيوف أعزاء في بلادنا، ولذلك كان علينا توخي الحيطة و الحذر لتجنب تعريض جنود الجيش الأمركي و الحلفاء لمخاطر المواجهة المباشرة، و كما تعلمون، فقد ضحى (11) ألف من خيرة مقاتلينا و قادتنا بحياتهم لإنقاذ البشرية من هذا الخطر الداهم.
في أتون الحرب الأثنية و العرقية، تلك التي تأكل الأخضر و اليابس في بلادنا سوريا، لم نفقد بوصلتنا الأخلاقية و السياسية، لم نعمل على بناء قوة قهر كعادة المنظمات ذات نموذج (non-state Actor)، لقد هزمنا تنظيم القاعدة كما سحقنا داعش، عملنا على تحويل طاقتنا الإيجابية لبناء حوكمة محلية تعددية، ساهمنا و دعمنا بناء إدارات خدمية محلية تشاركية من الكورد و العرب و السريان، وطرحنا مفهوم الهوية السورية الديمقراطية كإطار جامع لكل مكونات سوريا، هذا كان مفهومنا للسياسة و الحل السياسي.
منذ أيام، القوات التي أقودها، منهمكة للدفاع عن ثلث مساحة سوريا، أمام غزو تركي مدعوم بفصائل جهادية، هذه المساحة لطالما كانت الملاذ الآمن للعرقيات التي تعرضت للإبادات التركية في القرنين الماضيين، من كورد و سريان و آشوريين و أرمن، كذلك نحن نحمي هذه البلاد من خطر الميليشيات الموالية لإيران، في الوقت الذي تحتوي سجوننا أكثر من(12) ألف إرهابي من تنظيم داعش ألقي القبض عليهم في مختلف مراحل حربنا ضدهم.
هذا الغزو ما كان لتركيا أن تشنه علينا لو التزمت وزارة الخارجية الأمريكية بتعهداتها أمامنا، و التي كان مفادها أن ننسحب من المنطقة الحدودية و ندمر تحصيناتنا الدفاعية، لكن ما حدث هون أننا أصبحنا عراة الصدر أمام الخنجر التركي.
عندما تقاعس العالم عن تقديم الدعم لنا، مدت أمريكا يد العون لنا، هذا موضع تقديرنا العالي، ها قد مضت سنوات، والرئيس ترمب يتحدث عن عودة الجنود إلى الديار، نحن نتفهم ذلك، كل إنسان يتمنى العودة إلى دياره، الابن إلى حضن أبويه، الأب يشتاق لضحة أطفاله، العاشق يشتاق لحبيبته، ما أريد قوله، إن ما نحتاجه هنا، ليس جندياً أمريكياً يقاتل معنا، فنحن أيضاً ندرك أن أمريكا ليس شرطيا للعالم، ولكن ما نحتاجه و ندرك تماماً أن أمريكا قادرة عليه، وجود أمريكي ضامن للحل السياسي، ونحن نعلم أنها وبما تملكه من قوة و نفوذ، قادرة على إطلاق حوار سياسي يفضي إلى حل دائم بيننا و بين تركيا.
نؤمن بالديمقراطية كمفهوم، كما أننا منفتحون على تبني أي مشروع ينطلق من أرضية ديمقراطية، لكننا وأمام ما نتعرض له من غزو و مخاطر إبادة جماعية، ندرس خياراتنا، وقد نضطر لإعادة النظر في تحالفاتنا، فخطر داعش ما زال قائما بقوة، كذلك معتقلو داعش و مخيماتهم عبارة عن قنابل موقوتة لا نعرف متى ستنفجر بنا و بهذا العالم.
في ظل خطر الإبادة هذا الذي يتعرض له شعبنا جراء الغزو التركي، يبدو أن الروس و النظام لديهم أفكار و عروض، ولإنقاذ أرواح الملايين من شعبنا قد نضطر لتغيير الوجهة نحو دمشق وموسكو رغم ما قد نقدمه من بعض التنازلات، لكن عندما نكون مخيرين بين الإبادة العرقية وبين بعض التنازلات فبالتأكيد إنقاذ الشعب من الإبادة هو الخيار الأسلم.
نسعى لسوريا جديدة ديمقراطية غير مسببة للمشاكل ولديها علاقات ود مع كل الدول، وهذا ما دفعنا للتحالف مع أمريكا. لكن حماية شعبنا ستكون دائما في المقدمة.
سوريا الآن أمام مفترق طرق، حروب دموية و عرقية جديدة، أو مستقبل آمن و حل سياسي، هذا الأمر يتوقف على القرار الأمريكي، فالانسحاب دون وضع الحلول سيفضي للحرب ومزيد من القتل و الدمار، بينما البقاء الضامن يفضي إلى حل سياسي يرضي الجميع، لقد كان إيماننا بسوريا جديدة ديمقراطية هي الدافع الأساسي الذي دفعنا للتحالف مع أمريكا، لكننا الآن نعيش خيبة الأمل، لما يتعرض له شعبنا من هجوم وحشي، وهو ما يحدد أولويتنا بالدفاع قبل التفكير بأي شيء آخر.
مظلوم عبدي
القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية
وقال مظلوم عبدي في مقال نشرته مجلة فورن بوليسي إن قواته "لم يحدث مرة أن أطلق أحدهم طلقة واحدة باتجاه الحدود التركية... ومنذ أيام، القوات التي أقودها، منهمكة للدفاع عن ثلث مساحة سوريا، أمام غزو تركي مدعوم بفصائل جهادية"، مبيناً أن "سجوننا تحتوي أكثر من(12) ألف إرهابي من تنظيم داعش".
وأضاف: "هذا الغزو ما كان لتركيا أن تشنه علينا لو التزمت وزارة الخارجية الأمريكية بتعهداتها أمامنا، والتي كان مفادها أن ننسحب من المنطقة الحدودية و ندمر تحصيناتنا الدفاعية، لكن ما حدث هو أننا أصبحنا عراة الصدر أمام الخنجر التركي".
وأوضح: "ما نحتاجه هنا، ليس جندياً أمريكياً يقاتل معنا، فنحن أيضاً ندرك أن أمريكا ليس شرطيا للعالم، ولكن ما نحتاجه و ندرك تماماً أن أمريكا قادرة عليه، وجود أمريكي ضامن للحل السياسي، ونحن نعلم أنها وبما تملكه من قوة و نفوذ، قادرة على إطلاق حوار سياسي يفضي إلى حل دائم بيننا و بين تركيا".
وشدد على أنه "نحن منفتحون على تبني أي مشروع ينطلق من أرضية ديمقراطية، لكننا وأمام ما نتعرض له من غزو ومخاطر إبادة جماعية، ندرس خياراتنا، وقد نضطر لإعادة النظر في تحالفاتنا"، لافتاً إلى أنه "يبدو أن الروس و النظام لديهم أفكار وعروض، ولإنقاذ أرواح الملايين من شعبنا قد نضطر لتغيير الوجهة نحو دمشق وموسكو رغم ما قد نقدمه من بعض التنازلات".
وأشار إلى أن "سوريا الآن أمام مفترق طرق، حروب دموية وعرقية جديدة، أو مستقبل آمن وحل سياسي، هذا الأمر يتوقف على القرار الأمريكي، فالانسحاب دون وضع الحلول سيفضي للحرب ومزيد من القتل و الدمار، بينما البقاء الضامن يفضي إلى حل سياسي يرضي الجميع، لقد كان إيماننا بسوريا جديدة ديمقراطية هي الدافع الأساسي الذي دفعنا للتحالف مع أمريكا، لكننا الآن نعيش خيبة الأمل".
وفيما يلي نص المقال بالنسخة العربية:
في بحر متلاطم من الفوضى و الحرب الأهلية في سوريا ، شهد العالم و سمع باسم قواتنا التي اعمل أنا كقائدها العام، إنهم (60) ألف مقاتل ،سوريون حقيقيون، عملنا بجهد كبير لإنقاذهم من الانجرار للتطرف و العصبية، احترفوا العمل العسكري المنضبط تماماً، على مدى خمسة أعوام دافعوا عن قيم الديمقراطية و التنوع، لم يحدث مرة أن أطلق أحدهم طلقة واحدة باتجاه الحدود التركية، في الحقيقة الجنود و القادة الأمريكيون شهود على كفاءة جنودنا و انضباطهم.
لطالما أكدت لقواتنا، أننا معنيون قبل غيرنا بالقتال المباشر ضد تنظيم داعش الإرهابي، ذلك أنهم يحتلون أرضنا، يغزون قرانا و مدننا، يستبيحون دمنا ويسبون نساءنا، هؤلاء الإرهابيون الذين جاؤوا من مختلف بقاع الأرض، كنا نؤكد دائماً أن جنود الجيش الأمريكي و القوى الحليفة، هم شركاؤنا في هذه الحرب، لكنهم كذلك ضيوف أعزاء في بلادنا، ولذلك كان علينا توخي الحيطة و الحذر لتجنب تعريض جنود الجيش الأمركي و الحلفاء لمخاطر المواجهة المباشرة، و كما تعلمون، فقد ضحى (11) ألف من خيرة مقاتلينا و قادتنا بحياتهم لإنقاذ البشرية من هذا الخطر الداهم.
في أتون الحرب الأثنية و العرقية، تلك التي تأكل الأخضر و اليابس في بلادنا سوريا، لم نفقد بوصلتنا الأخلاقية و السياسية، لم نعمل على بناء قوة قهر كعادة المنظمات ذات نموذج (non-state Actor)، لقد هزمنا تنظيم القاعدة كما سحقنا داعش، عملنا على تحويل طاقتنا الإيجابية لبناء حوكمة محلية تعددية، ساهمنا و دعمنا بناء إدارات خدمية محلية تشاركية من الكورد و العرب و السريان، وطرحنا مفهوم الهوية السورية الديمقراطية كإطار جامع لكل مكونات سوريا، هذا كان مفهومنا للسياسة و الحل السياسي.
منذ أيام، القوات التي أقودها، منهمكة للدفاع عن ثلث مساحة سوريا، أمام غزو تركي مدعوم بفصائل جهادية، هذه المساحة لطالما كانت الملاذ الآمن للعرقيات التي تعرضت للإبادات التركية في القرنين الماضيين، من كورد و سريان و آشوريين و أرمن، كذلك نحن نحمي هذه البلاد من خطر الميليشيات الموالية لإيران، في الوقت الذي تحتوي سجوننا أكثر من(12) ألف إرهابي من تنظيم داعش ألقي القبض عليهم في مختلف مراحل حربنا ضدهم.
هذا الغزو ما كان لتركيا أن تشنه علينا لو التزمت وزارة الخارجية الأمريكية بتعهداتها أمامنا، و التي كان مفادها أن ننسحب من المنطقة الحدودية و ندمر تحصيناتنا الدفاعية، لكن ما حدث هون أننا أصبحنا عراة الصدر أمام الخنجر التركي.
عندما تقاعس العالم عن تقديم الدعم لنا، مدت أمريكا يد العون لنا، هذا موضع تقديرنا العالي، ها قد مضت سنوات، والرئيس ترمب يتحدث عن عودة الجنود إلى الديار، نحن نتفهم ذلك، كل إنسان يتمنى العودة إلى دياره، الابن إلى حضن أبويه، الأب يشتاق لضحة أطفاله، العاشق يشتاق لحبيبته، ما أريد قوله، إن ما نحتاجه هنا، ليس جندياً أمريكياً يقاتل معنا، فنحن أيضاً ندرك أن أمريكا ليس شرطيا للعالم، ولكن ما نحتاجه و ندرك تماماً أن أمريكا قادرة عليه، وجود أمريكي ضامن للحل السياسي، ونحن نعلم أنها وبما تملكه من قوة و نفوذ، قادرة على إطلاق حوار سياسي يفضي إلى حل دائم بيننا و بين تركيا.
نؤمن بالديمقراطية كمفهوم، كما أننا منفتحون على تبني أي مشروع ينطلق من أرضية ديمقراطية، لكننا وأمام ما نتعرض له من غزو و مخاطر إبادة جماعية، ندرس خياراتنا، وقد نضطر لإعادة النظر في تحالفاتنا، فخطر داعش ما زال قائما بقوة، كذلك معتقلو داعش و مخيماتهم عبارة عن قنابل موقوتة لا نعرف متى ستنفجر بنا و بهذا العالم.
في ظل خطر الإبادة هذا الذي يتعرض له شعبنا جراء الغزو التركي، يبدو أن الروس و النظام لديهم أفكار و عروض، ولإنقاذ أرواح الملايين من شعبنا قد نضطر لتغيير الوجهة نحو دمشق وموسكو رغم ما قد نقدمه من بعض التنازلات، لكن عندما نكون مخيرين بين الإبادة العرقية وبين بعض التنازلات فبالتأكيد إنقاذ الشعب من الإبادة هو الخيار الأسلم.
نسعى لسوريا جديدة ديمقراطية غير مسببة للمشاكل ولديها علاقات ود مع كل الدول، وهذا ما دفعنا للتحالف مع أمريكا. لكن حماية شعبنا ستكون دائما في المقدمة.
سوريا الآن أمام مفترق طرق، حروب دموية و عرقية جديدة، أو مستقبل آمن و حل سياسي، هذا الأمر يتوقف على القرار الأمريكي، فالانسحاب دون وضع الحلول سيفضي للحرب ومزيد من القتل و الدمار، بينما البقاء الضامن يفضي إلى حل سياسي يرضي الجميع، لقد كان إيماننا بسوريا جديدة ديمقراطية هي الدافع الأساسي الذي دفعنا للتحالف مع أمريكا، لكننا الآن نعيش خيبة الأمل، لما يتعرض له شعبنا من هجوم وحشي، وهو ما يحدد أولويتنا بالدفاع قبل التفكير بأي شيء آخر.
مظلوم عبدي
القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية
أضف تعليق