محللون سياسيون: الرهان التركي على العملية العسكرية بسوريا لن يستمر طويلاً.. وبوتين صاحبُ القرار
يشكّل وقف إطلاق النار الذي تم التوصّل إليه بوساطة أمريكية لتعليق العملية العسكرية التركية على كوردستان سوريا، "انتصاراً للرئيس التركي رجب طيب إردوغان"، بحسب محلّلين سياسيين، لكنهم حذّروا في المقابل من أنه قد لا يستمر طويلاً من دون اتفاق مع روسيا حليفة دمشق، مؤكدسين أن "بوتين هو صاحب القرار".
وعقب محادثات أجراها، أمس الخميس، نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس، مع إردوغان، أعلنت الدولتان المنضويتان في حلف شمال الأطلسي تعليق العملية العسكرية التركية وانسحاب المقاتلين الكورد من المنطقة الحدودية، إلا أن تركيا لم تتوقف قط عن قصف مناطق كوردستان سوريا، وتسبب القصف بقتل وإصابة عشرات المدنيين، اليوم الجمعة.
وقد حقق إردوغان أحد أهدافه الرئيسية (في حال تطبيق الاتفاق) بإبعاد المقاتلين الكورد عن الحدود وإقامة "منطقة آمنة" بعرض 32 كيلومتراً لم يحدد طولها بعد، علماً بأن إردوغان يريدها بطول 444 كيلومترً، وهو ما يرفضه الكورد جملةً وتفصيلاً.
لكن نجاح الاتفاق من عدمه يتوقف على المفاوضات مع روسيا، الداعم الأساسي للرئيس السوري، بشار الأسد.
وقال مدير برنامج الأبحاث التركية في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، سونر كاغابتاي، في تصريح صحفي: "تبدو تركيا منتصرة على المدى القريب، لأن أنقرة تمكّنت من إحداث شرخ بين وحدات حماية الشعب الكوردية والولايات المتحدة"ز
ولطالما أثار تسليح الولايات المتحدة لوحدات حماية الشعب الكوردية، غضب تركيا التي تعتبرها امتداداً لحزب العمال الكوردستاني الذي يشن منذ العام 1984 حرباً للمطالبة بحقوق الكورد في تركيا.
لكن الولايات المتحدة تعتبر وحدات حماية الشعب الكوردية العمود الفقري لسلاح البر في الحرب على تنظيم "الدولة الإسلامية – داعش".
وأطلقت القوات التركية عمليتها العسكرية الأخيرة في سوريا في 9 تشرين الأول/أكتوبر بعدما بدا أنه ضوء أخضر من الرئيس الأمريكي الذي عاد ونفى أي تأييد أمريكي للعملية التركية بعد موجة غضب دولي عارم ضده.
وبعدما وجدت نفسها هدفاً لحملة عسكرية تشنّها القوات التركية وفصائل سورية مسلحة موالية لأنقرة، وافقت وحدات حماية الشعب الكوردية على انتشار قوات الجيش السوري في مناطق كانت لسنوات خارج سيطرتها.
تطبيق الاتفاق يعني انتصار إردوغان
ويقول أنطوني سكينر، مدير شركة "فيريسك ميبلكروفت" لتقييم المخاطر إن الاتفاق "يفرض على الولايات المتحدة نزع سلاح وحدات حماية الشعب الكوردية وتفكيك تحصيناتها ومواقعها القتالية، وهو ما كانت تطالب به تركيا منذ سنوات".
ويضيف سكينر، في تصريح صحفي، أنه "انتصار للرئيس إردوغان، وقد تم تأكيد ذلك كتابة بموافقة البيت الأبيض على سيطرة الجيش التركي على أراض في شمال شرق سوريا".
وينص الاتفاق الذي ترفض تركيا تسميته وقفاً لإطلاق النار، على تعليق تركيا لعمليتها العسكرية لمدة خمسة أيام، ووقف هجومها بعد انسحاب وحدات حماية الشعب الكوردية.
ونقلت وكالة "فرانس برس" الفرنسية عن مسؤول تركي "لم تسمه"، قوله: "لقد حصلنا تماماً على ما أردناه في الاجتماع" مع بنس.
وتابع أن "العملية العسكرية التركية حققت هدفها. سينسحب (الإرهابيون) من المنطقة الآمنة في غضون 120 ساعة، وتركيا ستفرض المنطقة الآمنة".
من جهتها أشادت وسائل الإعلام التركية بالاتفاق واعتبرته "انتصاراً لإردوغان"، وأوردت صحيفة "صباح" الموالية للحكومة: "انتصرنا على الطاولة (طاولة المفاوضات) وفي الميدان".
كذلك أشادت صحيفة "يني شفق" المؤيدة للحكومة التركية بـ"الانتصار الكبير" الذي حقّقته تركيا في المحادثات.
بوتين صاحب القرار
لكن محللين يرون أن هذا "الانتصار" الذي حققه إردوغان قد يكون قصير الأمد، ويقول المحلل في معهد الأمن وسياسة التنمية، غاريث جنكينز، إن "الاتفاق سيرفع شعبية إردوغان التي كانت تشهد تراجعاً قبل بدء العملية العسكرية في 9 تشرين الأول/أكتوبر".
لكنّه يضيف أن "ارتفاع شعبية إردوغان قد يكون قصير الأمد نسبياً، سيتعيّن على تركيا في مرحلة ما أن توقف عملياتها العسكرية من دون تحقيق الأهداف التي حدّدتها".
ويقول إن "الاتفاق قد لا يضع حداً للعملية العسكرية التركية في سوريا، لأن الجيش التركي سيواصل استهداف المقاتلين الكورد في العراق وسوريا ما داموا يشكلون تهديداً للأمن القومي التركي".
وسيلتقي الرئيس التركي خلال مهلة الأيام الخمسة نظيره الروسي فلاديمير بوتين في سوتشي، الثلاثاء المقبل، وعلى الرغم من دعم كل منهما لأطراف متباينة في سوريا، تقول أنقرة وموسكو إنها "تعملان معاً من أجل إيجاد حل سياسي ينهي الحرب على الأراضي السورية".
ويقول المحلل السياسي، إيجي سيكين، في مركز "آي اتش اس ماركيت"، إن "المدى الجغرافي للعملية التركية سيتحدد على الأرجح خلال لقاء إردوغان وبوتين"، مضيفاً أن "بوتين سيكون صاحب القرار".
وعقب محادثات أجراها، أمس الخميس، نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس، مع إردوغان، أعلنت الدولتان المنضويتان في حلف شمال الأطلسي تعليق العملية العسكرية التركية وانسحاب المقاتلين الكورد من المنطقة الحدودية، إلا أن تركيا لم تتوقف قط عن قصف مناطق كوردستان سوريا، وتسبب القصف بقتل وإصابة عشرات المدنيين، اليوم الجمعة.
وقد حقق إردوغان أحد أهدافه الرئيسية (في حال تطبيق الاتفاق) بإبعاد المقاتلين الكورد عن الحدود وإقامة "منطقة آمنة" بعرض 32 كيلومتراً لم يحدد طولها بعد، علماً بأن إردوغان يريدها بطول 444 كيلومترً، وهو ما يرفضه الكورد جملةً وتفصيلاً.
لكن نجاح الاتفاق من عدمه يتوقف على المفاوضات مع روسيا، الداعم الأساسي للرئيس السوري، بشار الأسد.
وقال مدير برنامج الأبحاث التركية في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، سونر كاغابتاي، في تصريح صحفي: "تبدو تركيا منتصرة على المدى القريب، لأن أنقرة تمكّنت من إحداث شرخ بين وحدات حماية الشعب الكوردية والولايات المتحدة"ز
ولطالما أثار تسليح الولايات المتحدة لوحدات حماية الشعب الكوردية، غضب تركيا التي تعتبرها امتداداً لحزب العمال الكوردستاني الذي يشن منذ العام 1984 حرباً للمطالبة بحقوق الكورد في تركيا.
لكن الولايات المتحدة تعتبر وحدات حماية الشعب الكوردية العمود الفقري لسلاح البر في الحرب على تنظيم "الدولة الإسلامية – داعش".
وأطلقت القوات التركية عمليتها العسكرية الأخيرة في سوريا في 9 تشرين الأول/أكتوبر بعدما بدا أنه ضوء أخضر من الرئيس الأمريكي الذي عاد ونفى أي تأييد أمريكي للعملية التركية بعد موجة غضب دولي عارم ضده.
وبعدما وجدت نفسها هدفاً لحملة عسكرية تشنّها القوات التركية وفصائل سورية مسلحة موالية لأنقرة، وافقت وحدات حماية الشعب الكوردية على انتشار قوات الجيش السوري في مناطق كانت لسنوات خارج سيطرتها.
تطبيق الاتفاق يعني انتصار إردوغان
ويقول أنطوني سكينر، مدير شركة "فيريسك ميبلكروفت" لتقييم المخاطر إن الاتفاق "يفرض على الولايات المتحدة نزع سلاح وحدات حماية الشعب الكوردية وتفكيك تحصيناتها ومواقعها القتالية، وهو ما كانت تطالب به تركيا منذ سنوات".
ويضيف سكينر، في تصريح صحفي، أنه "انتصار للرئيس إردوغان، وقد تم تأكيد ذلك كتابة بموافقة البيت الأبيض على سيطرة الجيش التركي على أراض في شمال شرق سوريا".
وينص الاتفاق الذي ترفض تركيا تسميته وقفاً لإطلاق النار، على تعليق تركيا لعمليتها العسكرية لمدة خمسة أيام، ووقف هجومها بعد انسحاب وحدات حماية الشعب الكوردية.
ونقلت وكالة "فرانس برس" الفرنسية عن مسؤول تركي "لم تسمه"، قوله: "لقد حصلنا تماماً على ما أردناه في الاجتماع" مع بنس.
وتابع أن "العملية العسكرية التركية حققت هدفها. سينسحب (الإرهابيون) من المنطقة الآمنة في غضون 120 ساعة، وتركيا ستفرض المنطقة الآمنة".
من جهتها أشادت وسائل الإعلام التركية بالاتفاق واعتبرته "انتصاراً لإردوغان"، وأوردت صحيفة "صباح" الموالية للحكومة: "انتصرنا على الطاولة (طاولة المفاوضات) وفي الميدان".
كذلك أشادت صحيفة "يني شفق" المؤيدة للحكومة التركية بـ"الانتصار الكبير" الذي حقّقته تركيا في المحادثات.
بوتين صاحب القرار
لكن محللين يرون أن هذا "الانتصار" الذي حققه إردوغان قد يكون قصير الأمد، ويقول المحلل في معهد الأمن وسياسة التنمية، غاريث جنكينز، إن "الاتفاق سيرفع شعبية إردوغان التي كانت تشهد تراجعاً قبل بدء العملية العسكرية في 9 تشرين الأول/أكتوبر".
لكنّه يضيف أن "ارتفاع شعبية إردوغان قد يكون قصير الأمد نسبياً، سيتعيّن على تركيا في مرحلة ما أن توقف عملياتها العسكرية من دون تحقيق الأهداف التي حدّدتها".
ويقول إن "الاتفاق قد لا يضع حداً للعملية العسكرية التركية في سوريا، لأن الجيش التركي سيواصل استهداف المقاتلين الكورد في العراق وسوريا ما داموا يشكلون تهديداً للأمن القومي التركي".
وسيلتقي الرئيس التركي خلال مهلة الأيام الخمسة نظيره الروسي فلاديمير بوتين في سوتشي، الثلاثاء المقبل، وعلى الرغم من دعم كل منهما لأطراف متباينة في سوريا، تقول أنقرة وموسكو إنها "تعملان معاً من أجل إيجاد حل سياسي ينهي الحرب على الأراضي السورية".
ويقول المحلل السياسي، إيجي سيكين، في مركز "آي اتش اس ماركيت"، إن "المدى الجغرافي للعملية التركية سيتحدد على الأرجح خلال لقاء إردوغان وبوتين"، مضيفاً أن "بوتين سيكون صاحب القرار".
أضف تعليق