قوات سوريا الديمقراطية: استشهاد 45 من مقاتلينا حتى الآن


أعلنت قوات سوريا الديمقراطية، اليوم السبت، 12 تشرين الأول، 2019، أن 45 مقاتلاً فقدوا حياتهم حتى الآن جراء الهجوم التركي على كوردستان سوريا، مشيرةً إلى أن أنقرة "تسعى إلى احتلال كامل شمال وشرق سوريا".
وقال مسؤول العلاقات العامة في قوات سوريا الديمقراطية ريدور خليل، في مؤتمر صحفي: "هناك الآلاف من عناصر داعش في سجوننا، وإلى الآن نسيطر على الوضع ولكن في حال تطور الأمر ستتغير أولوياتنا، لأن شعبنا هو الأولية بالنسبة لنا".

وتابع: "لقد قمنا بكامل التزاماتنا اتجاه العالم، ونفذنا كافة الاتفاقيات، ولكن البيانات التي يتم ادلاءها من قبل المجتمع الدولي لن توقف هجمات الدولة التركية علينا، ونحن الآن نواجه جبهتين الأولى هي الهجمات التركية والثانية هجمات مرتزقة داعش".

وأضاف أن "الدولة التركية تسعى إلى احتلال كامل شمال وشرق سوريا"، مبيناً: "هناك أكثر من 200 ضحية بين شهيد وجريح، وقد ارتقى 45 من مقاتلينا إلى مرتبة الشهادة إلى الآن".

وفيما توجه بالشكر إلى "الجامعة العربية والدول الأوربية على موقفهم من نضالنا"، أوضح أنه "إلى الآن ليس هناك أي خطوات عملية من قبل التحالف الدولي".
وبدأت العملية العسكرية التركية المدعومة من فصائل سورية مسلحة موالية لأنقرة، يوم الأربعاء الماضي 9/10/2019 باستهداف مناطق متفرقة من كوردستان سوريا، خصوصاً مدينتي "سري كانييه" و"كري سبي"، وتسببت بمقتل وإصابة عشرات المدنيين، بينهم أطفال ونساء، فضلاً عن نزوح نحو 200 ألف مدني باتجاه مدن ومناطق أخرى في كوردستان سوريا، وأثار الهجوم التركي استياءً واستنكاراً دولياً في ظل خشية دول عدة من عودة تنظيم داعش، وحدوث أزمة إنسانية جديدة.

وأعلن الهلال الأحمر الكوردي، في وقت سابق "فقدان 14 مدنياً حياتهم وإصابة 46 آخرين، بينهم أطفال، في منطقة الجزيرة بـ(كوردستان سوريا) خلال الأيام الثلاثة الماضية"، والتي شهدت هجوماً عنيفاً من قبل الجيش التركي والفصائل السورية المسلحة الموالية له على مناطق متفرقة بكوردستان سوريا.
وفيما يلي نص البيان الذي تلاه ريدور خليل:
أتقدم باسم القيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية بأحر التعازي لشعبنا العظيم ولذوي الشهداء من المدنيين والعسكريين، والتمنيات بالشفاء للجرحى والمصابين.

كما يؤسفنا استشهاد السياسية الأمينة العامة لحزب سوريا المستقبل الشهيدة هفرين خلف والتي تعرضت لكمين غادر على الطريق الدولي الواصل بين تل تمر وحلب والمعروف بالطريق M4 وهذا يدل بأن هذا الغزو التركي لا يفرق بين عسكري ومدني أو سياسي. نتقدم لشعبنا وعائلتها وأصدقائها بأحر التعازي.

اعتدنا ان نلتقي وإياكم دائماً لنشارككم التطورات العسكرية والميدانية  خلال حربنا في مواجهة إرهابي جبهة النصرة و داعش خلال السنوات الفائتة. لكن هذه المرة مختلفة لأنها في مواجهة الغزو التركي، وهو أمر مؤسف ما كنا نرغب به أبداً.

لقد حاربنا بكل قوة وعزيمة تجاه إرهاب داعش دفاعاً عن القيم الإنسانية المشتركة، ودفاعاً عن العالم الحر وكلفنا هذا( 11) ألف شهيد وأكثر من (22) ألف جريح.

اليوم هؤلاء الذين يقفون دفاعاً في وجه الغزو التركي ويستشهدون أمام أنظار العالم هم نفسهم الأبطال الذين حرروا عاصمة الخلافة في الرقة وهم الأبطال ذاتهم الذين كسروا شوكة داعش في الباغوز وفي كل مكان كان تحت سيطرة الإرهاب الأسود.

خلال كل السنوات الماضية ومن خلال التضحيات التي قدمها أبناء شعبنا، جعلنا من مناطق شمال وشرق سوريا أكثر المناطق أمناً وسلاماً في سوريا، ولم نكن يوماُ تهديداً على تركيا، ولم نطلق طلقة واحدة تجاهها.

هنا في شمال وشرق سوريا آوينا مئات الآلاف من النازحين السوريين من مختلف المناطق، واللاجئين العراقيين من الإيزيديين من سنجار و الموصل والأنبار، وشاركناهم لقمة أكلنا ولم نجعل منهم مادة للبازارات والمساومات كما فعلتها وتفعلها تركيا.

رغم الحرب وظروفه القاهرة مازلنا نرعاهم ونحميهم إلى جانب عشرات الآلاف من معتقلي داعش وعوائلهم الذين هم قنابل موقوتة بين أيدينا ويشكلون تهديداً خطيراً للأمن العالمي.

أمس قامت الدولة التركية بقصف السجون التي تأوي هؤلاء الإرهابيين لتفتح لهم المجال للهرب في قامشلو، وساند داعش الدولة التركية من خلال قيامه بتفجير سيارتين إحداها أمام السجن في الحسكة والأخرى في وسط مدينة قامشلو، ورغم ذلك؛ لازال العالم يتجاهل هذه الحقيقة ويتجاهل هذا الجحيم القادم.

خلال سنوات الحرب على داعش كان بجانبنا الكثير من الحلفاء وقد كنا معهم صميميين وصادقين، وهذا نابع من ثقافتنا وعاداتنا الأصيلة وما تفرضه علينا أخلاقنا.

لقد قمنا بكل الالتزامات و التفاهمات، والعهود، والاتفاقيات الموقعة  دون تردد أو خلل فيها، حلفاؤنا ضمنوا لنا الحماية بعد أن دمرنا الخنادق والتحصينات وأزلنا ما وصفوها بـ "مخاوف" تركيا المزعومة، لكن حلفاءنا  وفجأة ومن دون سابق إنذار، تخلوا عنا بقرارات ظالمة من خلال سحب قواتهم من الحدود التركية، لقد كانت هذه الخطوة خيبة أمل كبيرة وبمثابة طعنة من الخلف.

إن المواقف السياسية والمستنكرة للغزو التركي على شعبنا المسالم، ومشاريع فرض العقوبات الاقتصادية على تركيا لن توقف المجازر التي ترتكب بحق المدنيين، ربما سيكون لها تأثير على المدى البعيد لكنها غير مجدية على المدى العاجل والقريب، ما ينفعنا الآن هو قرار وقف هذا الاعتداء الوحشي.

في الوقت ذاته فإننا نقدر عالياً المشاعر الصادقة ومواقف الدعم السياسي والمعنوي الذي أبداه الأصدقاء سواء من الدول والحكومات أو من الشخصيات والأصدقاء. نشكر موقف الجامعة العربية والمملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية والإمارات العربية المتحدة وكل الدول الأعضاء، وهذا يبين حرص هذه الدول على اخوة الشعوب ومدى تماسكها والتي أنشأت في شمال وشرق سوريا.

منذ أربع سنوات مقاتلونا يقومون بحماية قوات الحلفاء ويعملون معهم جنباً إلى جنب، لكن هؤلاء المقاتلين يستهدفون الآن ويستشهدون من قبل الطيران التركي أمام أعين الحلفاء.

إن الغزو التركي لم يعد يهدد بانتعاش داعش بل أنعشه ونشط خلاياه في قامشلو والحسكة وكل المناطق الأخرى، مازلنا إلى الآن نتعاون مع التحالف لمحاربة داعش، إننا الآن نحارب على جبهتين، جبهة الغزو التركي وجبهة داعش.

نحن ندعو حلفاءنا للقيام بواجباتهم والعودة لتحمل مسؤولياتهم الأخلاقية والوفاء والالتزام بما وعدوا به، لا نريد منهم أن يقوموا بإرسال جنودهم لجبهات القتال ليخاطروا بحياتهم، كل ما نريده أن يقوموا بإغلاق المجال الجوي أمام الطيران التركي وهذا أمر يستطيعون فعله بكل سهولة.

إن العدوان التركي يقوم بارتكاب المجازر بحق المدنيين ليؤثر على معنويات مقاتلينا وهذه المجازر لا يرتكبها بحق أهلنا في شمال وشرق سوريا فحسب، بل يقوم بقتل المدنيين في المدن الحدودية داخل تركيا ويوجه التهمة لنا، إنه فعل إجرامي خارج عن المنطق وكلنا يعلم بأن المدنيين على طرفي الحدود من كورد وعرب وسريان تربطهم علاقات القربى وعلاقات الدم، فكيف يعقل أن يقتلوا أهلهم وأقاربهم.

إلى شعبنا المقاوم:
نتقدم لكم بالشكر والعرفان والتقدير للمقاومة الباسلة وصمودكم ونحن على يقين ومن دون شك بأنكم ستساندون مقاتليكم حتى النهاية، إننا هنا ندفع ثمن الحرية ورفض العبودية التي يتم فرضها علينا بقوة السلاح والنار وهذا ما لن يحدث ابداً، سنستمر بدفاعنا المقدس عن حقنا في الحياة بكرامة ونحثكم على التماسك ورص الصفوف بين العرب والكورد وسريان آشوريين.

ربما استطاعت الدولة التركية تحديد وقت البدء بالحرب لكن ما تجهله أنها لن تستطيع تحديد وقت انتهائها وكيفية انتهائها اذا ما استمرت على هذا النحو في طغيانها.

المعلومات الميدانية:

منذ بدء عملية الغزو التركي 9 تشرين الاول الساعة 4 عصراُ لم يتوقف قصف من الطيران الحربي والمدفعية الثقيلة على غالبية المدن والقرى في شمال وشرق سوريا اعتباراً من ضفة نهر دجلة شرقاً و حتى نهر الفرات غرباً ( ديرك، تربسبيه، كركي لكي، قامشلو، عامودا، درباسية، سري كانيه، تل ابيض ، كوباني وعين عيسى.

نتيجة
نتيجة القصف التركي الهمجي نشأت حالة من الهجرة والنزوح الكبير من المناطق الحدودية يقدر بأكثر من 100 ألف مدني كحصيلة أولية يعيشون في حالة كارثية يرثى لها ويفترشون العراء دون مساعدات دولية، هناك إلى الآن أكثر من 200 ضحية مدنية بين شهيد وجريح بينهم أطفال ونساء وعجزة.

محاولات الاجتياح البري  التي تنفذها الدولة التركية  مع عصاباتها الإجرامية من السوريين  مايسمون بـ"الجيش الوطني السوري" مستمرة خاصة في سري كانيه وتل ابيض، هناك مقاومة بطولية من مقاتلينا على هذه الجبهات ويدافعون ببسالة مستميتة رغم عدم وجود التكافؤ والفرق الكبير في القوة بين الطرفين، إن تركيا تدفع بالسوريين لقتل بعضهم البعض الآخر مقابل ارتزاق بأبخس ثمن.

ارتقى في هذه المعارك  إلى الآن 45 شهيداً من قواتنا العسكرية بعد معارك بطولية منقطعة النظير، ومازالت المعارك الطاحنة مستمرة

ليست هناك تعليقات