ظهور "الإنسان الخارق" في كتاب جديد لستيفن هوكينغ

في آخر مؤلف له كتبه قبل وفاته، وينشر الآن، يتناول عالم الفيزياء الشهير ستيفن هوكينغ قضايا معقدة من الخالق إلى السفر عبر الزمن إلى مستقبل الإنسان والكون.

وقد دشن الكتاب في 15 أكتوبر، من قبل أبنائه، الذين ساعدوا في تجهيز الكتاب للنشر بعد وفاة والدهم، عملاق الفيزياء الفلكية البريطاني.

وكثيرًا ما تطرح أسئلة معادة على هوكينغ، قام بالإجابة عليها بشكل موجز في العام الماضي ليجمعها في كتاب، لكنه رحل عن العالم عن 76 عامًا قبل أن يرى المشروع النور.

وقد تم إكمال الكتاب بواسطة عائلة الفيزيائي النظري وزملاؤه الأكاديميون، مع مواد مأخوذة من أرشيفه الشخصي الواسع.

وقالت ابنته لوسي هوكينغ في مؤتمر صحفي بمتحف العلوم في لندن: "لقد سئل بانتظام عن مجموعة من الأسئلة".

وأوضحت بأن الكتاب هو محاولة "لجمع أكثر الإجابات الحاسمة والواضحة ومدعمة بالحجج التي قدمها".

وأضافت: "كنا نتمنى لو أنه هنا ليرى الكتاب". وقد كرس هوكينغ الذي كان مرتبطًا بالكرسي المتحرك بسبب مرض العصبون الحركي، حياته للعمل على تفكيك ألغاز الكون.

وكان عالم الكونيات قد وصل للنجومية من خلال كتابه "تاريخ موجز للزمن" الذي صدر عام 1988، وهو من الكتب الأكثر مبيعًا على مستوى العالم.
مستقبل الإنسان
في كتابه هذا يقول هوكينغ إنه ليس للبشر من خلاص سوى التفكير بترك هذه الأرض في أسرع وقت، وإلا فإنهم سوف يتعرضون للإبادة.

ويقول إن أجهزة الكمبيوتر سوف تتفوق على البشر في الذكاء خلال المئة عام القادمة، لكن "سنحتاج إلى التأكد من أن أجهزة الكمبيوتر لديها أهداف تتماشى مع أهدافنا".

وينصح هوكينغ بأن يعمل الجنس البشري على التحسين من صفاته العقلية والجسدية، غير أنه يقول بأن السلالة المعدلة وراثيًا من البشر الفائقين "الإنسان الخارق" التي سوف تتمتع بذاكرة أقوى ومقاومة للأمراض، سوف تعرض الآخرين للخطر.

كما يحذر من تداعيات التغير المناخي، وأنه "قد يكون الأوان قد فات" لمواجهة ذلك.

كما بدا هوكينغ في كتابه هذا غير مؤمن بوجود الخالق، وأنه لا دليل على حياة ثانية بعد الموت، ويقول بأن البشر يمكن أن يعيشوا من خلال تأثيرهم وجيناتهم.
ويقول إنه خلال الخمسين سنة المقبلة سوف يعرف الناس كيف بدأت الحياة، وسوف يكون متاحًا لهم معرفة إن كانت ثمة حياة في جزء آخر من هذا الكون.
قلق من التفكير المحلي
وقالت لوسي هوكينغ عن والدها: "لقد كان قلقًا للغاية من أنه في الوقت الذي أصبحت فيه التحديات عالمية، أصبحنا محليين بشكل متزايد في تفكيرنا".

تضيف: "إنها دعوة للوحدة للبشرية، لنضع أنفسنا معًا ونواجه التحديات التي أمامنا".

وفي آخر كتاب علمي له قبل وفاته، سلط هوكينغ الضوء على الثقوب السوداء والمفارقة في المعلومات بخصوصها، مع عمل جديد يحسب الإنتروبيا "العشوائية" في نظام الثقوب السوداء.

وقد تم تحويل جزء من هذا الكتاب إلى عمل كارتوني، عرض أثناء المؤتمر الصحفي، مرفقًا بصوت هوكينغ وهو يتحدث عن هذه الأفكار. وقد أدمعت ابنته وهي تسمع والدها، وبدا لها الأمر عاطفيًا كما عبرت عن ذلك للإعلام.

المصدر: العربية. نت – عماد البليك 

ليست هناك تعليقات