"هامبورغر" خالد وخديجة الأول في ماريهامن
ماريهامن، هي عاصمة جزر أولاند في بحر البلطيق، بين السويد
وفنلندا. ما لن يخطر على بال أحدهم هو وجود كورد في تلك الجزيرة، لكن
سكانها يعرفون الكورد مثلما يعرفون الفنلنديين والسويديين، وذلك بفضل عائلة
كوردية تمتلك هناك أشهر المطاعم وأكثرها رواداً.
خالد، الذي يدير وزوجته مطعمين، يقول إنهما قضيا أكثر من نصف حياتهما في ذلك البلد الصغير "فكيف لا نكون معروفين، لقد نشأ أولادنا هنا"، يقيم خالد وزوجته وأبناؤهما الثلاثة في ماريهامن منذ 32 سنة.
إنهم من عائلة ثورية معروفة في كوردستان إيران، فخالد شفيعي هو أخ للدكتور جعفر شفيعي، الشخصية المعروفة في الحركة التحررية في كوردستان إيران، والذي راح ضحية حادث غامض في الطريق إلى بغداد خلال ثمانينات القرن المنصرم.
ولد جيان، الابن الأكبر لخالد، تحت خيمة لجوء في قرية (قاسمة رش) على الحدود بين إقليم كوردستان وكوردستان إيران. يقول خالد "كنا نفتقر إلى قماشة نلف بها المولود، فقام البيشمركة بلفه بحزام ظهرهم"، لكنه الآن يملك واحداً من أجمل وأكبر القصور في جزيرة أولاند.
عاش خالد فترة طويلة في إقليم كوردستان، وفي العام 1987 توجه إلى الخارج، ليستقر به المقام في جزر أولاند، يقول خالد "كنا وزوجتي نعمل 20 ساعة في اليوم، كانت تعمل منظفة وكنت أعمل في معمل للجبس، وبعد ذلك كنا نبيع الشطائر بالقرب من الميناء وسفن السياح".
بعدها قرر خالد وزوجته تطوير عملهما واستئجار كشك صغير بالقرب من الميناء، لكن مبيعاتهما لم تكن بمستوى الجهد الذي كانا يبذلانه، ففتحا مطعماً بناء على مقترح لزوجته، ومع أن هذا كان صعباً على خالد فإنهما اتفقا على شراء كشك، ليهدماه ويحولاه إلى مطعم فيما بعد.
يقول خالد "كانت خديجة تفكر في الخروج من العباءة الأوروبية وتبدع هي الأطباق من خلال استخدام اللحوم الطازجة والخلطات والوصفات الخاصة بها".
هذه الفكرة ساهمت في إبداع نوع من الهامبورغر فريد خاص بهما، ويبيعان منه بأكثر من مليون يورو سنوياً في مطعمين لهما، ويأتي السائحون من فنلندا والسويد إلى هذه الجزيرة لتناولها.
ساهم هذا الهامبورغر في التعريف بهما في أنحاء الجزيرة، وعندما سألت يوهانسن، هل تعرف تلك العائلة الكوردية؟ أجاب "نعم فقد أكلت من هامبورغرهم".
لا يخفي خالد أن ثراءهم ومستوى معيشتهم الحالي وتجارتهم الناجحة هو نتاج جهود وعمل زوجته، ويقول ضاحكاً "أنا صانع لدى خديجة".
تغادر خديجة دارها في الخامسة والنصف من صباح كل يوم، عدا أيام الاثنين، وبعد ممارسة رياضتها اليومية، تجهز الصوص والفلافل وسائر احتياجات المطعم الأول الذي في مركز المدينة بحلول العاشرة صباحاً، وتوزع المهام على العاملين فيه. ثم تنتطلق مشياً إلى المطعم الثاني عند الميناء وتعمل هناك حتى السادسة مساء.
تحب خديجة عملها وتقول "بكل فخر نأكل ثمرة كدنا وتعبنا، هذا أفضل بكثير من انتظار المعونة الاجتماعية الحكومية".
يبدو أن هناك سراً كبيراً جعل عمل هذه العائلة يتطور من بيع شطائر بأقل من يورو واحد، إلى ابتكار هامبورغر خاص بهم يتجاوز سعر الشطيرة منه 12 يورو، وهو سعر عال في جميع اسكندينافيا، لكن الناس يقبلون عليه.
تتجاوز مبيعات مطعمي خالد وخديجة مليون يورو سنوياً، ويقول خالد شفيعي "نحن لا نشكل عبئاً على الحكومة، بل نساعدها، وقد اتصلت قبل قليل بدائرة العمل أطلب عمالاً".
يعمل لديهم أكثر من 25 عاملاً، إضافة إليه هو وزوجته وفي بعض الأحيان أولاده وأقاربهم، يدفعان للحكومة ضريبة تعادل 21 ضعف ما يدفعه الموظف العادي.
جزر أولاند تتمتع بالحكم الذاتي في ظل فنلندا، وتتبعها فقط من ناحية العملة والنظام العسكري وجواز السفر، وقد أعفي الأولانديون من الخدمة العسكرية ويدفعون نصف الضريبة التي يدفعها الفنلنديون، وووسائل النقل العام مجانية.
ظلت جزر أولاند خاضعة للاحتلال، بسبب موقعها الستراتيجي، من جانب روسيا ثم السويد لتقع تحت نفوذ فنلندا في العام 1917، لكن لها علمها وبرلمانها وسلطتها التنفيذية ورئيسها. كما لها لوحات السيارات خاصتها، وممثليتها الخاصة في الاتحاد الأوروبي وتشارك فقط في انتخابات الرئاسة الفنلندية، ويتحدث سكانها اللغة السويدية ويقولون إنهم أولانديون.
تضم أولاند ستة آلاف جزيرة، وتتألف إلى جانب العاصمة مارهامن من أربعة كوميونات، ويفيد التعداد الأخير الذي جرى في العام 2016 أن عدد السكان هو 27000 نسمة وقوة الشرطة فيها مؤلفة من 46 عنصراً فقط، وليس فيها سجن، وتشاهد أحياناً سفينتان عسكريتان فنلنديتان بعيداً، ولا يوجد في أولاند أية معدات عسكرية أو أسلحة.
وتفيد معلومات رووداو أن 50 شخصاً من السكان كانوا من الكورد، لكن بسبب هجرة الشباب منهم إلى السويد وفنلندا لم يبق الآن في أولاند غير 30 كوردياً.
ويقول الناشط والسياسي الأولاندي، روبرت يوهانسن "نحن أحرار ونملك قراراتنا المصيرية، ونفهم معاناة الشعب الكوردي، نرجو أن تكون لهم حقوق وحريات، على الأقل مثل التي نتمتع بها نحن".
المصدر : شبكة روداو الأعلامية
خالد، الذي يدير وزوجته مطعمين، يقول إنهما قضيا أكثر من نصف حياتهما في ذلك البلد الصغير "فكيف لا نكون معروفين، لقد نشأ أولادنا هنا"، يقيم خالد وزوجته وأبناؤهما الثلاثة في ماريهامن منذ 32 سنة.
إنهم من عائلة ثورية معروفة في كوردستان إيران، فخالد شفيعي هو أخ للدكتور جعفر شفيعي، الشخصية المعروفة في الحركة التحررية في كوردستان إيران، والذي راح ضحية حادث غامض في الطريق إلى بغداد خلال ثمانينات القرن المنصرم.
ولد جيان، الابن الأكبر لخالد، تحت خيمة لجوء في قرية (قاسمة رش) على الحدود بين إقليم كوردستان وكوردستان إيران. يقول خالد "كنا نفتقر إلى قماشة نلف بها المولود، فقام البيشمركة بلفه بحزام ظهرهم"، لكنه الآن يملك واحداً من أجمل وأكبر القصور في جزيرة أولاند.
عاش خالد فترة طويلة في إقليم كوردستان، وفي العام 1987 توجه إلى الخارج، ليستقر به المقام في جزر أولاند، يقول خالد "كنا وزوجتي نعمل 20 ساعة في اليوم، كانت تعمل منظفة وكنت أعمل في معمل للجبس، وبعد ذلك كنا نبيع الشطائر بالقرب من الميناء وسفن السياح".
بعدها قرر خالد وزوجته تطوير عملهما واستئجار كشك صغير بالقرب من الميناء، لكن مبيعاتهما لم تكن بمستوى الجهد الذي كانا يبذلانه، ففتحا مطعماً بناء على مقترح لزوجته، ومع أن هذا كان صعباً على خالد فإنهما اتفقا على شراء كشك، ليهدماه ويحولاه إلى مطعم فيما بعد.
يقول خالد "كانت خديجة تفكر في الخروج من العباءة الأوروبية وتبدع هي الأطباق من خلال استخدام اللحوم الطازجة والخلطات والوصفات الخاصة بها".
هذه الفكرة ساهمت في إبداع نوع من الهامبورغر فريد خاص بهما، ويبيعان منه بأكثر من مليون يورو سنوياً في مطعمين لهما، ويأتي السائحون من فنلندا والسويد إلى هذه الجزيرة لتناولها.
ساهم هذا الهامبورغر في التعريف بهما في أنحاء الجزيرة، وعندما سألت يوهانسن، هل تعرف تلك العائلة الكوردية؟ أجاب "نعم فقد أكلت من هامبورغرهم".
لا يخفي خالد أن ثراءهم ومستوى معيشتهم الحالي وتجارتهم الناجحة هو نتاج جهود وعمل زوجته، ويقول ضاحكاً "أنا صانع لدى خديجة".
تغادر خديجة دارها في الخامسة والنصف من صباح كل يوم، عدا أيام الاثنين، وبعد ممارسة رياضتها اليومية، تجهز الصوص والفلافل وسائر احتياجات المطعم الأول الذي في مركز المدينة بحلول العاشرة صباحاً، وتوزع المهام على العاملين فيه. ثم تنتطلق مشياً إلى المطعم الثاني عند الميناء وتعمل هناك حتى السادسة مساء.
تحب خديجة عملها وتقول "بكل فخر نأكل ثمرة كدنا وتعبنا، هذا أفضل بكثير من انتظار المعونة الاجتماعية الحكومية".
يبدو أن هناك سراً كبيراً جعل عمل هذه العائلة يتطور من بيع شطائر بأقل من يورو واحد، إلى ابتكار هامبورغر خاص بهم يتجاوز سعر الشطيرة منه 12 يورو، وهو سعر عال في جميع اسكندينافيا، لكن الناس يقبلون عليه.
تتجاوز مبيعات مطعمي خالد وخديجة مليون يورو سنوياً، ويقول خالد شفيعي "نحن لا نشكل عبئاً على الحكومة، بل نساعدها، وقد اتصلت قبل قليل بدائرة العمل أطلب عمالاً".
يعمل لديهم أكثر من 25 عاملاً، إضافة إليه هو وزوجته وفي بعض الأحيان أولاده وأقاربهم، يدفعان للحكومة ضريبة تعادل 21 ضعف ما يدفعه الموظف العادي.
جزر أولاند تتمتع بالحكم الذاتي في ظل فنلندا، وتتبعها فقط من ناحية العملة والنظام العسكري وجواز السفر، وقد أعفي الأولانديون من الخدمة العسكرية ويدفعون نصف الضريبة التي يدفعها الفنلنديون، وووسائل النقل العام مجانية.
ظلت جزر أولاند خاضعة للاحتلال، بسبب موقعها الستراتيجي، من جانب روسيا ثم السويد لتقع تحت نفوذ فنلندا في العام 1917، لكن لها علمها وبرلمانها وسلطتها التنفيذية ورئيسها. كما لها لوحات السيارات خاصتها، وممثليتها الخاصة في الاتحاد الأوروبي وتشارك فقط في انتخابات الرئاسة الفنلندية، ويتحدث سكانها اللغة السويدية ويقولون إنهم أولانديون.
تضم أولاند ستة آلاف جزيرة، وتتألف إلى جانب العاصمة مارهامن من أربعة كوميونات، ويفيد التعداد الأخير الذي جرى في العام 2016 أن عدد السكان هو 27000 نسمة وقوة الشرطة فيها مؤلفة من 46 عنصراً فقط، وليس فيها سجن، وتشاهد أحياناً سفينتان عسكريتان فنلنديتان بعيداً، ولا يوجد في أولاند أية معدات عسكرية أو أسلحة.
وتفيد معلومات رووداو أن 50 شخصاً من السكان كانوا من الكورد، لكن بسبب هجرة الشباب منهم إلى السويد وفنلندا لم يبق الآن في أولاند غير 30 كوردياً.
ويقول الناشط والسياسي الأولاندي، روبرت يوهانسن "نحن أحرار ونملك قراراتنا المصيرية، ونفهم معاناة الشعب الكوردي، نرجو أن تكون لهم حقوق وحريات، على الأقل مثل التي نتمتع بها نحن".
المصدر : شبكة روداو الأعلامية
أضف تعليق