موجة من الغضب لإزالة صورة طالباني في كركوك

اثار قرار محافظ كركوك وكالة، راكان سعيد الجبوي، بإزالة صورة الرئيس العراقي السابق، والأمين العام للاتحاد الوطني الكُـردستاني، مام جلال طالباني، من غرفة ديوان المحافظة، موجة من الغضب والامتعاض العارم.

وكان الجبوري قد أصدر بلاغاً بعد ازدياد السخط، برر من خلاله إجراءه، مؤكداً أنه جاء تنفيذاً لتعليمات تلقاها من السلطة الاتحادية في بغداد، تفيد بضرورة ووجوب إزالة صور الرموز من المؤسسات الرسمية للدولة العراقية، مهما كانت مكانة تلك الرموز، لكن بغداد ابتعدت عن الخطوة، مؤكدة أنها لم تتخذ أي قرار بهذا الشأن.

وجاء في بلاغ الجبوري: أن طالباني كان رمزاً وطنياً ومحط اعتزاز، وقد رفعت صورته حينما كان رئيساً للجمهورية، لكن هنالك توجيهات وتعليمات من الأمانة العامة لمجلس الوزراء بإزالة صور الرموز، والالتزام بوضع صورة رئيس جمهورية العراق.

ونقلت صحيفة الشرق الاوسط عن بابكر صديق العضو في الحكومة المحلية عن الاتحاد الوطني الكُـردستاني قوله: أن توقيت رفع صورة الرئيس الراحل جلال طالباني غير مناسب بالمرة، كما أن الدوافع الكامنة وراء هذا الإجراء غير معلومة، مثلما أن المبررات المسوغة غير مقنعة أيضاً، موضحاً، أنه ومنذ تسلم الجبوري مهام المحافظ في كركوك، وهو يتصرف بشكل منفرد، بمعزل عن مجلس المحافظة، ويتخذ قرارات منفردة ومن وحي خياله، ولا يعير أي اهتمام للحكومة المحلية، كما أنه لم يقم بإطلاع أعضاء الحكومة المحلية إطلاقاً على القرارات والتعليمات التي تصدر من بغداد.

وأضاف: انه حتى لو افترضنا أن تعليمات بهذا الصدد قد صدرت من السلطة الاتحادية، فكان ينبغي للجبوري أن يتشاور مع أعضاء مجلس المحافظة بخصوصها، تقديراً لمكانة الرئيس الراحل جلال طالباني الذي يعتبر رمزاً للسلام والوحدة الوطنية، لكنه تصرف منفرداً ودون اكتراث بمشاعرنا نحن الكُـرد، لذا فنحن عاتبون عليه أشد العتب، سيما وأن هذه ليست المرة الأولى التي يقدم فيها على مثل هذا التصرف.

وأكد أن الجبوري يسعى للانفراد بالقرارات، والإيحاء للعرب الساكنين في كركوك بأنه رجل قوي، ويمتلك صلاحيات واسعة، كما يرمي من وراء ذلك إلى إثارة النعرات الطائفية والحزازات بين مكونات المحافظة.

من جانبه قال الدكتور عصام الفيلي لصحيفة الشرق الاوسط: أن الإجراء يهدف إلى إثارة أزمة في وقت غير مناسب، وتصعيد مقصود من قبله في ظل ظرف حساس، لأن الرئيس المرحوم (مام جلال) لم يعد مجرد رمز كُـردي أو من كركوك، بل هو رمز عراقي، وأحد مؤسسي العراق الجديد… وهو أول رئيس جاء بانتخابات بعد سقوط نظام صدام حسين.

وأضاف الفيلي: إذا أراد محافظ كركوك بالوكالة أو غيره من المسؤولين تطبيق موضوع إزالة الصور من الدوائر والمؤسسات أو الشوارع، فإنه الأولى بالدرجة الأساس إزالة صور الرموز من خارج البلد، وليس التحرش برمز عراقي خالد بمستوى (مام جلال).

وعلى صعيد متصل قال سعد الحديثي المتحدث باسم مكتب العبادي: انه لا يوجد تعميم من مجلس الوزراء يتعلق بالصور الخاصة بالزعامات والرموز الرسمية، سواء كان رئيس الجمهورية أو رئيس الوزراء، مشيرا الى عدم صدور أي شيء بهذا الخصوص في الاجتماعات الخاصة بالهيئة التنسيقية بين المحافظات… سواء برفع الصور أو تثبيتها في هذه المحافظة أو تلك من المحافظات العراقية.

ولا ينتمي راكان الجبوري محافظ كركوك بالوكالة، إلى أي حزب معين، بل إلى التجمع العربي الذي يمثل أطياف عرب كركوك، وهو بعثي سابق، ومن البارزين بحسب الصحيفة.

 المصدر : dwarozh