تويتر.. قواعد جديدة للحد من إساءة الاستخدام

أعلنت منصة تويتر عن إطلاقها قواعد جديدة أكثر صرامة لمطوري التطبيقات، الذين يرغبون في الوصول إلى بيانات الموقع، وإزالة المزيد من التطبيقات التي تنتهك قواعد السلوك الخاصة بها، وتعتبر هذه القواعد جزءاً من الجهد المتواصل لتحسين وتطوير المحادثة على الموقع والتخلص من الرسائل غير المرغوب فيها.

وتوفر تويتر لبعض الشركات والمطورين والمستخدمين إمكانية الوصول إلى البيانات العامة من خلال واجهات التطبيقات البرمجية APIs، أو البرامج التي تطلب وتوفر المعلومات.

واعتباراً من الثلاثاء الماضي، فإن جميع طلبات الوصول باتت تخضع لمراجعات لتحديد كيفية استخدام المطورين لهذه المعلومات. كما ستقوم تويتر بإجراء اختبارات الامتثال لسياستها كجزء من عملية التسجيل الجديدة، وستساعد القواعد الجديدة في حجب التطبيقات غير المرغوب فيها وذات الجودة المنخفضة.

كذلك ذكرت أنها في الفترة من نيسان/إبريل إلى حزران/يونيو من هذا العام، حذفت أكثر من 143 ألف تطبيق انتهك سياساتها التي تحظر على المطورين استخدام واجهات التطبيقات البرمجية الخاصة بأتمتة الرسائل غير المرغوب بها أو إساءة الاستخدام أو انتهاك خصوصية الأشخاص.

وتعتبر هذه الخطوة جزءا من عملية إصلاح كبيرة تجري الآن في تويتر، حيث أعلنت الشركة في وقت سابق من هذا الشهر أنها عمدت إلى تغيير الطريقة التي يتم من خلالها حساب عدد المتابعين وبناء عليه حذفت بعض الحسابات الوهمية من قوائم المتابعين.

وبحسب تقرير صحيفة "واشنطن بوست" فالمنصة حذفت في الآونة الأخيرة أكثر من 70 مليون حساب وهمي، حيث فقد حساب تويتر الرسمي أكثر من 7 ملايين متابع، أو ما يقرب من 10% من عدد متابعيه.
تحركات مدروسة تفرّق بين الجيد والمسيء
تلعب الحسابات المؤتمتة دوراً مركزياً وإيجابياً على تويتر، حيث يستخدم المطورون أيضاً واجهة التطبيقات البرمجية لإنشاء جميع أنواع الأدوات، مثل Nuzzel، وهو تطبيق يعرض الأخبار التي يتحدث عنها الأشخاص الذين تتابعهم على تويتر.
كما هناك آلاف التطبيقات الأخرى المفيدة أو غير المسيئة على تويتر، لكن الأخيرة تعاني أيضاً من سوء الاستخدام المؤتمت وإساءة استخدام أدواتها لخرق سياساتها الخاصة، حيث تم إنشاء تطبيقات تويتر، التي ترسل الرسائل غير المرغوب فيها مباشرة، والتي ساعدت في تنفيذ حملات تروج لمعلومات مضللة ومساعدة الحكومات، التي تجري مراقبة عبر الإنترنت.

والآن تقوم تويتر بتضيق الخناق على هذه التطبيقات كجزء من جهد أوسع لجعل المنصة أكثر شفافية ووضوحاً.

وبالإضافة إلى إزالة التطبيقات التي تتسبب في حدوث مشاكل، أعلنت منصة تويتر عن طرحها سياسات جديدة لمنع المطورين المسيئين من الوصول إلى واجهات برمجة التطبيقات في المقام الأول. وستطلب الشركة الآن من جميع المطورين المهتمين بإنشاء تطبيقات المرور عبر عملية تقديم طلب حساب للتحقق من مجالات الاستخدام والتأكد من التزامهم بسياسات الموقع، والتي تم إطلاقها خلال تشرين الثاني/نوفمبر للوصول إلى واجهات التطبيقات البرمجية المدفوعة premium، ويقول موقع تويتر إنه سيتم إشعار جميع المطورين قبل 90 يوماً من تنفيذ هذا الشرط.
إلى ذلك، تفرض منصة تويتر قيوداً جديدة على المطورين الذين يتم قبول طلباتهم. وعلى سبيل المثال، يمكن لحساب مطور واحد حالياً تسجيل 10 تطبيقات فقط بشكل افتراضي ويجب تقديم طلب للسماح له بإنشاء المزيد. وللحد من قدرة الجهات المسيئة على إنشاء محتوى غير مرغوب فيه على تويتر، فإن الشركة تحد أيضاً من حجم التفاعل المؤتمت، فمثلاً ستقتصر التطبيقات على التغريد وإعادة التغريدة 300 مرة كل 3 ساعات على الرغم من إمكانية أداء المزيد.
أداة جديدة تمكن المستخدمين من الإبلاغ عن التطبيقات الضارة
وطرحت تويتر أداة جديدة تمكن المستخدمين من الإبلاغ عن التطبيقات الضارة التي تنتج محتوى غير مرغوب فيه أو تنتهك خصوصية المستخدم أو تسيء استخدام واجهة التطبيقات البرمجية.

وتتوسع هذه الحدود الجديدة وفقاً للقواعد التي قدمتها منصة تويتر في شباط/فبراير لتقليل الرسائل والتكتيكات المزعجة، مثل التي تم استخدامها في الفترة التي سبقت الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2016، فضلاً عن إنشاء شركات الدعاية الروسية شبكات من البوتات bots لتضخيم الرسائل السياسية بشكل مصطنع.

وتعد هذه التغييرات جزءاً من جهود تويتر لتجنب الفضيحة العامة التي عصفت بمنافسها الأكبر فيسبوك بسبب أحد مطوري البرامج الخارجيين.

وفي نفس السياق، قامت شركة آبل بتغيير قواعد متجر التطبيقات الخاص بها لتحديد كيفية استخدام المطورين للمعلومات حول أصدقاء أصحاب أجهزة آيفون وجهات الاتصال الأخرى.

كما شددت منصة فيسبوك سياساتها الخاصة بالمطورين وبدأت تحقق في التطبيقات التي طلبت الوصول إلى بيانات المستخدم في الماضي، وقد قام حتى الآن بحذف 200 منهم على الأقل.

تجدر الإشارة إلى أن تويتر وفيسبوك سهّلا لسنوات استخدام المطورين لمنصاتهما وإنشاء كل شيء بدءاً من برامج البوتات غير المهمة وصولاً إلى تطبيقات الأعمال التجارية الكبيرة.

وكانت الفكرة هي تسهيل إنشاء نظام متكامل من التطبيقات لتعزيز تعامل المستخدمين مع شبكاتهم الاجتماعية. إلا أن عمالقة التواصل الاجتماعي الآن يدركون كيف أساء آلاف المطورين استخدام هذا الوصول لتحقيق مكاسب خاصة على حساب المستخدمين.