ارتفاع حصيلة ضحايا فيضانات إندونيسيا وتيمور إلى 113 شخصاً وفقدان العشرات
ضرب الإعصار الاستوائي سيروجا الإثنين إندونيسيا وتيمور الشرقيّة المجاورة، بعدما قضى 113 شخصا على الأقل جراء فيضانات وانهيارات أرضيّة، فيما لا يزال العشرات في عداد المفقودين.
وفاقم الإعصار، المصحوب برياح عاتية وأمطار غزيرة، مآسي دول جنوب شرق آسيا بعد كارثة الأحد التي حوّلت بلدات صغيرة إلى حقول موحلة واقتلعت الأشجار وأجبرت آلاف الأشخاص على اللجوء إلى الملاجئ.
وذكرت وكالة إدارة الكوارث في إندونيسيا أنّه من المتوقع ان يستمر هطول الأمطار الغزيرة حتى الثلاثاء مع تسبب الإعصار بموجات بارتفاع ستة أمتار.
وأدى الإعصار، الذي تزداد قوته فيما يتحرك نحو ساحل أستراليا الغربي، إلى إعاقة جهود الوصول إلى الناجين المحاصرين.
ويتوقع أن يستمر سوء الأحوال الجوية القصوى طوال الأسبوع في المنطقة.
في إندونيسيا أعلن عن مصرع 86 شخصا وفقدان أثر 71 آخرين، فيما قضى 27 شخصا في تيمور الشرقية التي تعد 1,3 مليون نسمة والواقعة بين إندونيسيا وأستراليا.
وغمرت المياه ديلي عاصمة تيمور الشرقية، وتحوّلت واجهة القصر الرئاسي فيها إلى رقعة من الوحل.
- مناطق جرفت -
الأحد شهدت جزيرة فلوريس الإندونيسية سيولا وحلية وفيضانات جرفت المنازل ودمّرت الجسور وغمرت الطرق.
وأظهرت مشاهد التقطتها الوكالة الإندونيسية للبحث والإنقاذ عمالا يعملون على انتشال جثث من تحت الوحل ووضعها في أكياس بلاستيكية.
في جزيرة ليمباتا الواقعة بين فلوريس وتيمور، جرفت أجزاء من بعض البلدات الواقعة على مرتفعات، نحو الساحل بسبب انزلاقات تربة.
وقال بصير لانغوديه إنه سمع بعيد اجتياح الفيضانات قريته فجرا، صرخات استغاثة صادرة من بيت قريب غمرته الوحول.
وصرّح للصحافيين "كان هناك أربعة أشخاص داخل المنزل. نجا ثلاثة منهم لكن الرابع لم ينج".
وسارع لونغديه وأصدقاؤه لمساعدة الرجل العالق في الوحل لكنهم لم يتمّكنوا من إنقاذه.
وتابع "قال: أسرعوا لم يعد بإمكاني الصمود لفترة أطول".
ولحق جونا وايتاك المقيم في ليمباتا بعائلته إلى مستشفى محلي نقلت إليه جثة والدته التي قضت الأحد وعثر عليها عند الشاطئ.
وقال وايتاك "سمعت صوت هدير ثم جرفت الفيضانات المنازل وكل شيء".
- "أدوية، أغذية، أغطية" -
أعلن الاتحاد الأوروبي انه مستعد لتقديم المساعدة لتيمور الشرقية، المعروفة رسميا بـ"تيمور-ليست".
وجاء في بيان للاتحاد الأوروبي أن "الفيضانات الكارثية تأتي في توقيت تسعى فيه تيمور-ليست لاحتواء تفشي كوفيد-19 بين سكانها، مما يزيد الضغوط على الموارد وعلى الشعب".
ومن بين من شرّدتهم الكارثة إيبيفانيا غوميز، وهي أم لأربعة أولاد، احتمت مع زوجها وأبنائها في كنيسة مغلقة قرب ديلي.
وصرّحت لوكالة فرانس برس "من الصعب إيجاد مياه نظيفة. لم نستحم لأنه ليس هناك حمامات أو مراحيض، علينا ان نقضي حاجتنا في الغابة".
وقدم الرئيس الاندونيسي جوكو ويدودو "تعازيه الحارة" بعد الدمار الذي لحق بجنوب شرق الارخبيل.
وقال في خطاب للأمة "اتفهم الحزن العميق الذي عاناه اشقاؤنا وشقيقاتنا بسبب الكارثة".
توافد سكان مذعورون إلى مراكز إيواء في حين بقي آخرون بجانب ما تبقى من منازلهم.
وأوضح الفونس هادا بيثان مدير وكالة إدارة الكوارث في فلوريس الشرقية "الأشخاص الذين تم اجلاؤهم مشتتون في أماكن عدة فثمة المئات منهم في مناطق مختلفة لكن الكثير من الناس بقوا في ديارهم وهم يحتاجون إلى أدوية وأغذية وأغطية".
ويساهم تواصل هطول الأمطار في صعوبة الوضع. وأوضح بيثان "نعتقد أن الكثير من الأشخاص لا يزالون مطمورين لكن نجهل عددهم".
في ليمباتا استخدمت السلطات المعدات الثقيلة لفتح الطرق.
وأظهرت المشاهد أعدادا من السكان يشقون طريقهم عبر الوحول قرب منازل جرفت لإجلاء الضحايا بواسطة حمالات.
وغالبا ما تشهد إندونيسيا وفيات جراء انهيارات أرضية وفيضانات في موسم الأمطار خصوصا. ويشدد المدافعون عن البيئة على أن قطع أشجار الغابات فاقم من هذه الكوارث.
وفي كانون الثاني/يناير، تسببت فيضانات في بلدة سوميدانغ الإندونيسية في غرب جاوة بمقتل 40 شخصا.
وفي أيلول/سبتمبر الماضي قضى 11 شخصا على الأقل جراء انهيارات أرضية في بورنيو، بعد أشهر على مقتل العشرات في كارثة مماثلة في سولاويسي.
وتقدر الوكالة الوطنية لإدارة الكوارث ان 125 مليون إندونيسي أي نصف سكان البلاد، يقيمون في مناطق معرضة لخطر انزلاقات التربة.
أضف تعليق