آفاق العلاقات بين إقليم كوردستان وفرنسا تحت مجهر "حوار صحفي"


 سلط برنامج "حوار صحفي" الذي يُذاع في راديو رووداو بشكل أسبوعي، الضوء على الزيارة الحالية لرئيس إقليم كوردستان إلى باريس بدعوة من الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون.

 
وفي بداية الحلقة، فتح الصحفي ومقدم البرنامح، آكو محمد، باب الحوار قائلاً إن رئيس إقليم كوردستان خلال الزيارة الحالية وإلى جانب الاجتماع مع الرئيس الفرنسي، سيكون له لقاء مع وزير الخارجية الفرنسي فضلاً عن زيارة ودية لرئيس بلدية باريس المعروف بصداقته مع الكورد، وتتزامن هذه الزيارة مع إعلان وزارة النفط العراقية توقيع اتفاق مع شركة توتال الفرنسية لتنفيذ 4 مشاريع عملاقة أهمها إنشاء مجمعات ووحدات لمعالجة الغاز المصاحب واستثماره، وتبلغ قيمة الاتفاق المعلن 7 مليارات دولار.
 
وذكر آكو محمد أن للكورد علاقات جيدة منذ بداية الثمانينيات مع فرنسا والتي ساعدت كوردستان كثيراً، ومن مواقف فرنسا، مساهمتها في إصدار مجلس الأمن القرار 688 في 5-4-1991 لحماية الكورد من قمع النظام العراقي السابق، إلى جانب دعمها البيشمركة في الحرب ضد داعش، ودورها في رفع الحصار الدبلوماسي عن إقليم كوردستان عام 2017، مبيناً أن الكثيرين يرون أن فرنسا قادرة على أداء دور دولي مدروس في العراق أكثر من دول أخرى مثل أميركا وبريطانيا، خاصة مع عدم وجود عداء سابق بين الدولتين وهذا يمكّن باريس من العمل بأريحية والتخطيط للمستقبل دون الخوف من أي تهديدات مسلحة.
 
وقال الكاتب والباحث عادل باخوان، خلال مشاركته في الحلقة إن فرنسا ترى أن نيجيرفان بارزاني يمكن أن يكون له دور كبير في تحقيق الاستقرار في كل أرجاء العراق.
 
وأضاف أن "أغلب زيارات المسؤولين الكورد إلى باريس كانت بطلب من أربيل، لكن الزيارة الحالية جاءت بدعوة مباشرة من قصر الإليزيه".
 
وشدد على أن "فرنسا عقدت العزم على إعادة بناء سياستها في الشرق الأوسط، وهذا لا يتعلق بالعراق فقط بل بلبنان وسوريا ومصر وتركيا وإيران والسعودية وقطر وإسرائيل، لكن للعراق حصة كبيرة في هذا الإطار، وترى باريس أن لرئيس إقليم كوردستان دور فاعل في العراق واستقرار البلاد".
 
عادل باخوان لفت إلى أن استقرار العراق وكيفية إعادة تنظيم وجود القوات الفرنسية وإجراء الانتخابات المبكرة تشكل محاور الاجتماع، خاصة أن المرجع السيستاني طلب رسمياً من المجتمع الدولي المشاركة في عملية الانتخابات المقررة بتشرين الأول المقبل وفرنسا تأخذ هذا الأمر على محمل الجد، وتريد الاطلاع على موقف رئيس إقليم كوردستان وتدرك أن العراق الذي تريده لن يتحقق بدون إقليم كوردستان، فهي تريد عراقاً لكل العراقيين بغض النظر عن مدى واقعية هذا الطرح.
 
وبحسب باخوان فإن التدخل التركي والإيراني في العراق من النقاط التي تهتم بها فرنسا التي قدمت مبادرة حول سيادة العراق وتريد معرفة الدور الذي يمكن أن يؤديه رئيس إقليم كوردستان بهذا الصدد كونه يتمتع بعلاقات ودية وعميقة وشخصية مع أنقرة وطهران.
 
ولفت باخوان إلى أن إقليم كوردستان بحاجة إلى منظومة عسكرية قوية، وفرنسا مستعدة للمساعدة في توفير ذلك، لحماية أمن إقليم كوردستان، إلى جانب تطوير البنية التحتية، كما أن لفرنسا دور في دعم الكورد في الدول الأخرى باستثناء إيران التي لا تتدخل بشأنها.
 
بدوره،  قال مسؤول قسم كوردستان سوريا في رووداو، حسين عمر إن "فرنسا بحاجة إلى أن يكون العراق آمناً ومستقراً سياسياً واقتصادياً، وهذا لن يتحقق بدون إقليم كوردستان.. فرنسا تدرك ذلك جيداً، وفي العديد من المرات أكد الرئيس الفرنسي رغبة بلاده بوجود إقليم كوردستان قوي في إطار العراق القوي".
 
وأشار إلى أن قوة إقليم كوردستان تعني وجود حليف مهم لفرنسا في العراق، فالشريك الوحيد في العراق الذي يمكن أن يبقى مع فرنسا على المدى البعيد هو الكورد، مبيناً أن تدهور الوضع الأمني يشكل خطراً على الاستثمارات الفرنسية، في الوقت الذي لا ترغب دول مثل أميركا بوجود دور فرنسي في العراق، حيث ألغت باريس في عهد عادل عبدالمهدي صفقة بيع رادارات بضغط أميركي، كما لا تريد تركيا وإيران أن يكون لفرنسا موطئ قدم اقتصادي كبير في العراق لأن كل واحدة منهما ترى في العراق حديقة خلفية لها.
 
حسين عمر شدد على أن توتال من الشركات النفطية الكبرى على مستوى العالم، لذا يعتقد أن فرنسا تعمل على إرساء الأمن والاستقرار في العراق وتتطلع لأن يساعد إقليم كوردستان على تحقيق ذلك.
 
وفي السياق، أشار الصحفي عارف قورباني إلى أهمية الزيارة للجانبين، فالمواقف الفرنسية تجاه الكورد والدفاع عنهم مثمرة، أي أنها لم تكن كلامية فقط، ولدى فرنسا حالياً مشاريع جديدة في العراق، وتريد أن يكون وجودها في إقليم كوردستان اقتصادياً وسياسياً، وسيزيد تركيزها على هذا الأمر في حال إخفاق سياستها في العراق.
 
ورأى أن "آمال فرنسا بأداء دور في العراق ستبوء بالفشل، بسبب وجود إرادات لا تريد الاستقرار لهذا البلد".
 
وأشار إلى أن نيجيرفان بارزاني يتمتع بالقبول على مستوى المنطقة وعلى الصعيد الدولي، ومشهود له بالكفاءة، ويمتلك باعاً طويلاً وخبرة في المجال الدبلوماسي.


المصدر  شبكة روداو الاعلامية 

ليست هناك تعليقات