الهجوم على كوردستان سوريا... الخوف من بروز داعش
في الساعة الثالثة من فجر الاثنين الماضي، 7 تشرين الأول 2019، أبلغ قائد عسكري أمريكي عن طريق اتصال فيديوي الجنرال مظلوم كوباني بأن رئيس بلاده اتفق مع نظيره التركي على أن ترسل تركيا قواتها لمهاجمة شمال سوريا وأن أمريكا لن تمنع الهجوم. كان رد القيادي الكوردي هو: "الكورد سيدافعون عن أنفسهم بأنفسهم، فليس هناك مكان يمكن أن نلجأ إليه"، بينما كان يفكر في النتائج الخطيرة التي ستنجم عن الهجوم التركي.
"الخيانة أمرّ من كل شيء"
منذ يوم الثلاثاء الماضي، 8 تشرين الأول 2019، تستهدف الطائرات والمدفعية التركية مختلف مناطق كوردستان سوريا، ويخبر (حسين رمو) وهو من أهالي القامشلي (الغارديان) البريطانية بأن "الخيانة مرة، لقد أمضيت 63 سنة من عمري ولم أشهد شيئاً كهذا من قبل، كنا نشهد ظلم النظام من قبل والآن نتعرض للخيانة، وما يجري الآن أشد مرارة".
قطعت قذيفة مدفع تركية كلام حسين، وهو متجه إلى حافلة صغيرة كان من المقرر أن تبتعد بهم عن القامشلي إلى الحسكة.
تشير إحصائيات الأمم المتحدة إلى أن أكثر من سبعين ألف شخص تشردوا في شمال وشمال شرق سوريا حتى مساء يوم الجمعة، وقد بلغ العدد الآن نحو 190 ألفاً، ويقول أحد مواطني كوباني: "مرة أخرى بعد أربع سنوات، تشرد نحو 40% من سكان المدينة".
رحيمة عثمان، 52 سنة، كانت في الحافلة مع اثنين من أحفادها، وقالت: "قاتل كل أبنائي في سبيل هذه القضية (تقصد حرب التحالف على داعش)، وقد استشهد اثنان منهم".
الأمريكيون يشعرون بالعار
على مسافة نحو 10000 كيلومتر من منطقة القتال بين قوات سوريا الديمقراطية وتركيا، يشعر عدد من القيادات العسكرية والضباط الأمريكيين الذين قاتلوا جنباً إلى جنب قوات سوريا الديمقراطية بالخجل.
يقول ضابط أمريكي غادر كوردستان سوريا عائداً إلى أمريكا في هذا العام، لمجلة (فورين بوليسي) الأمريكية ، إنه غادر سوريا وكله أمل بأن أمريكا لن تدير ظهرها تماماً لقوات سوريا الديمقراطية، لكن بعد تغريدة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب حول سحب القوات الأمريكية "أشعر بانهيار كلي".
ويقول ضابط آخر للمجلة: "مقاتلو قوات سوريا الديمقراطية هم من الأعلى خلقاً من بين من التقيتهم في حياتي"، ويقول أحد عناصر المارينز، كان في سوريا في الفترة 2017-2018: "أشعر بالمرض من شدة القلق والانزعاج، أشعر بخجل غامر عندما سمحت بلادي بأن يواجه حلفاؤنا المقربون الذين قاتلوا من أجلنا في كل معركة هذا المصير، كنا نستطيع منع ذلك".
تشكلت قوات سوريا الديمقراطية في 2015، بمبادرة من وحدات حماية الشعب وبمساعدة من الولايات المتحدة الأمريكية، من مجموعة من القوى الكوردية والعربية والمسيحية. لعبت هذه القوات في السنوات الأربع الأخيرة دور قوات مشاة التحالف الدولي في سوريا لمواجهة داعش، وترى تركيا أن هذه القوات هي الجناح السوري لحزب العمال الكوردستاني وتعتبر المناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية عمقاً ستراتيجياً لحزب العمال الكوردستاني.
خلال الشهرين الأخيرين، خاض مسؤولو وزارتي الخارجية والدفاع الأمريكيتين محادثات مع مسؤولي حكومة أنقرة، بهدف طرد المخاوف الأمنية التركية وإنشاء منطقة آمنة في شمال سوريا تقوم القوات العسكرية التركية والأمريكية بمراقبتها، وكان الأمريكيون وقوات سوريا الديمقراطية يؤكدون على أن يكون عمق المنطقة بين خمسة و14 كيلومتراً، لكن تركيا كانت تريد أن يكون عمقها 30 كيلومتراً.
آراء مختلفة في الإدارة الأمريكية
تعرض ترمب في الأسبوع الماضي إلى انتقادات وضغوط كبيرة من مسؤولين في الإدارة الأمريكية والمؤسسات التي في خارج البيت الأبيض، لكي يتخذ خطوة من أجل إيقاف الهجمات التركية على كوردستان سوريا، رغم اختلاف الآراء حول ما ينبغي القيام به، وحذر ترمب تركيا من فرض عقوبات اقتصادية شديدة على حكومة أنقرة في حال تخطت حدودها.
وأبلغ مسؤول كبير في البيت الأبيض جريدة (واشنطن بوست) الأمريكية بأن خيار فرض العقوبات يأتي في مقدمة الخيارات حتى الآن، في حين يشير مسؤول كبير آخر إلى أن الوساطة بين الكورد وتركيا "هي الطريق الذي يفضله الرئيس على سائر الخيارات الأخرى".
وكشف أحد كبار مستشاري ترمب للجريدة الأمريكية عن أن ترمب لم يحسم أمره، بينما كان وزير الخارجية مايك بومبيو ورئيس الأركان الأمريكي ميك مالفاني قد حذرا ترمب في وقت سابق من أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان "سيحصرك في زاوية" من الصعب الخروج منها.
في نهاية الأسبوع الماضي، رفضت أمريكا وروسيا لأسباب مختلفة مشروع قرار أوروبي في مجلس الأمن الدولي يدين الهجمات التركية. روسيا الحليف الرئيس للنظام السوري، لديها علاقات وثيقة مع تركيا أيضاً، كما أن عمليات الأسبوع الماضي ستقطع يد أمريكا عن منطقة يعتد بها من شمال سوريا، وهذا ما سيسهل التوصل إلى نتيجة ترغب فيها روسيا بالنسبة إلى سوريا.
وعن سبب رفض استخدام كلمة "إدانة" في المقترح الأوروبي، قال مسؤول كبير في البيت الأبيض لواشنطن بوست: "قررت الإدارة الأمريكية استخدام تعبير "فكرة سيئة" لوصف العملية التركية وليس إدانتها".
في كانون الأول من العام الماضي، دعا ترمب فجأة إلى سحب كل القوات الأمريكية من سوريا. جوبه القرار بانتقاد شديد من وزارة الدفاع والقيادات العسكرية الأمريكية، وكان لمسؤولي البنتاغون هذه المرة مشكلة مع بومبيو بخصوص قرار ترمب ووصفوه بأنه "سلبي جداً".
الخط الأحمر لترمب
هدد ترمب بأن أمريكا سترد في حال تجاوزت تركيا حدودها، وعن "الخط الأحمر" الذي حدده ترمب يقول مسؤول كبير في البيت الأبيض للجريدة الأمريكية هو "الإبادة العرقية: في المناطق الكوردية السورية و"القصف الجوي والمدفعي بدون تجنب المدنيين" هما من بين الأمور التي تدخل ضمن خط ترمب الأحمر، ويضيف المسؤول "حالياً نراقب الوضع ولم نلمس مثالاً صارخاً (لتلك الحالة) لكن من السابق لأوانه الحديث عن هذا".
وفي الاتصال الذي جرى الأحد الماضي، أكد أردوغان على أنهم سيهاجمون في كل الأحوال، وكان القادة الميدانيون الأمريكيون قد حذروا مسبقاً من تحشدات عسكرية تركية كبيرة على الحدود.
قرارات ترمب الأربعة
أعلن مسؤول كبير في البيت الأبيض لواشنطن بوست بأن ترمب عندما واجه قرار أردوغان ذاك "اتخذ أربعة قرارات وكل ما نفعله الآن هو في ضوء تلك القرارات، أي أننا لا نساند الهجوم، ولا نزود أردوغان بالمساعدة التي طلبها، ولن تتصدى أمريكا عسكرياً للهجمات لأن تركيا حليف في الناتو، بل نعتبره خطأ كبيراً جداً".
وعن القرار الأخير، قال هذا المسؤول: "إذا تعاملت تركيا بطريقة غير لائقة وتخطت الخطوط التي رسمها الرئيس ترمب في ذهنه، فإن أمريكا مستعدة لتجعل تركيا تدفع الثمن غالياً".
غضب الكونغرس عبر مشروع قرار
يعمل أعضاء الكونغرس من الحزبين الأمريكيين الرئيسين على مشروع قانون يستهدف كبار المسؤولين والمؤسسات العليا في الحكومة التركية، في حال لم تسحب تركيا قواتها من المناطق التي احتلتها منذ 9 تشرين الأول 2019.
المشروع تقدم به عضوا الكونغرس الديمقراطي فان هولين والجمهوري ليندسي غراهام، ومن المقرر أن يناقش هذا الأسبوع في قسمي الكونغرس. يقضي مشروع القرار بفرض عقوبات على أموال كل من رئيس الجمهورية ونائبه ووزراء الدفاع والخارجية والخزانة والمالية والتجارة والطاقة والثروات الطبيعية التركية، في أمريكا.
كما يفرض مشروع القرار عقوبات على الذين "يتعمدون" التعامل في مجال الصناعة العسكرية مع تركيا، والذين يدعمون إنتاج النفط والغاز الطبيعي التركي من خلال معلومات أو تكنولوجيا أو خدمات. كما يمنع بيع المواد والخدمات والتكنولوجيا العسكرية الأمريكية لتركيا.
بينما تستثني العقوبات المساعدات الإنسانية والدوائية والمساعدة في التقدم بالديمقراطية والانتخابات وتبادل المعلومات الاستخبارية.
ويشعر أعضاء الكونغرس من الحزبين بالتفاؤل لمقدرتهم على جمع ثلثي أصوات مجلس النواب ومجلس الشيوخ لكي لا يتمكن الرئيس الأمريكي من استخدام حق النقض ضد العقوبات.
وفي تصريح لموقع (أكسيوس) الأمريكي، يقول السيناتور غراهام وهو محل ثقة ترمب أيضاً: "أعتقد أن واجبه (أي ترمب) كقائد عام للقوات المشتركة يلزمه بالتعامل مع الكورد باحترام. ما يجري الآن هو أسوأ من مغادرة أوباما العراق، لأننا الآن نمتلك معلومات أكثر عما سيحدث، هذا سيغير مجمل اللعبة في ملف الأمن القومي، هذا تمهيد لعودة داعش للبروز".
وفي تصريح لمجلة فورين بوليسي، قال فان هولين: "كورد سوريا كانوا رأس الحربة في حربنا ضد داعش. كانوا أكثر حلفائنا فاعلية. إدارة ظهورنا لهم ليست مجرد خيانة، بل تعرض أمننا القومي للخطر، لأنها إشارة إلى أننا لسنا شريكاً يعتمد عليه"، خسرت قوات حزب الاتحاد الديمقراطي وقوات سوريا الديمقراطي 11 ألفاً من مقاتليها على مدى خمس سنوات من الحرب ضد داعش.
تزامن قرار البيت الأبيض في الأسبوع الماضي مع محاولات الديمقراطي لمساءلة ترمب المتهم بإيقاف 400 مليون دولار من المساعدات العسكرية الأمريكية لأوكرانيا، لدفع أوكرانيا إلى إعادة فتح ملف ابن جو بايدن من قبل حكومة كييف. جو بايدن هو المنافس الرئيس لدونالد ترمب في انتخابات 2020 الرئاسية، ويرى الديمقراطيون أن ترمب استغل صلاحياته الرئاسية لإضعاف مكانة خصمه الديمقراطي في الانتخابات.
في ظروف كهذه، فإن ترمب يحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى مساندة الجمهوريين للرد على محاولات الديمقراطيين استجوابه، ويقول كبير مستشاري الرئيس السابق لمجلس النواب، جوناثان بيرك، إن الجمهوريين مازالوا يحظون بفرصة التصدي لسياسة ترمب تجاه سوريا. يعمل بيرك الآن مستشاراً لميتش مككونيل الذي وصف خطوة ترمب الأسبوع الماضي بأنها "طعنة في الظهر" للقوات الكوردية.
"هناك كارثة قادمة"
ليس معلوماً حتى الآن ماذا قال ترمب لأردوغان وفيم يفكر بخصوص الملف السوري. هل يفكر في سحب القوات الأمريكية من المناطق الحدودية في تل أبيض ورأس العين أم سحب كل القوات الأمريكية من سوريا وإعادتها إلى أمريكا، وكما يقول الخروج من "حروب لا معنى لها ولا تنتهي" في الشرق الأوسط؟ الجواب على هذا السؤال هو الذي سيبين هدف تركيا وإلى أين ستمضي، وماذا سيكون مصير الأسرى من داعش ومخيم الهول.
وأعلن مصدر مطلع على مضمون الاتصال الهاتفي بين ترمب وأردوغام لقناة (سي إن بي سي) الأمريكية أن ترمب قال لأردوغان إنه في حال دخلت تركيا إلى سوريا فلن ينسحب الأمريكيون من سوريا، لكن إن وسعت تركيا عملياتها فسيقرر سحب كل القوات من سوريا. لكن هل تريد تركيا انسحاب أمريكا من كل مناطق قوات سوريا الديمقراطية، التي تشكل 30% من مساحة سوريا، ويحتاج التمسك بها وإدارتها إلى رأسمال ضخم مالي وعسكري وسياسي؟
ما هو معلوم هو أنه لا يوجد اتفاق حول العمق الذي ستتوغل فيه تركيا. أعلن أردوغان الأسبوع الماضي أنه خلال زيارته إلى البيت الأبيض في الشهر القادم ستكون أمامه الفرصة ليبحث مع أمريكا موضوع "عمق العملية".
الباحث في الشؤون السورية في مؤسسة القرن، آرون لوند، يرى أن تركيا "قد تكون لها مصلحة صغيرة في السيطرة على كل المناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية"، لأن المعتقلين في مخيم الهول يشكلون مشكلة كبيرة، وقدرة تركيا على إدارة منطقة بعيدة عن حدودها محدودة، لهذا فإن "السيطرة على كل شمال شرق سوريا سيؤدي إلى الكثير من العنف وسيكلف تركيا الكثير من النفقات، ويكلفها الكثير من الناحية السياسية".
هذه ليست المرة الأولى التي يورط فيها ترمب نظيره التركي في مثل هذه الحالة. ففي العام الماضي عندما قرر ترمب سحب كل القوات الأمريكية من سوريا، أشار إلى أن على تركيا أن تهتم بأمر بقايا قوات داعش وأمن المنطقة، لكن تبين بعد أيام أن تركيا ليست قادرة على ذلك.
وأعلن مسؤول في قوات سوريا الديمقراطية لفورين بوليسي "سنبذل كل ما في وسعنا للتصدي لأعدائنا" ويقصد بهم تركيا وداعش. لكن تجربة معركة عفرين بينت أن الحرب ضد تركيا تضعف التركيز على الحرب ضد داعش، ما يهدد كل مكاسب التحالف الدولي ضد داعش.
في الأسبوع الماضي، دخلت العمليات التي تستهدف داعش في شرق سوريا طور السبات، ليس لأن قوات سوريا الديمقراطية اضطرت إلى إرسال قواتها إلى الشمال، بل لأن القوات الأمريكية وكما يقول مسؤول كبير في البيت الأبيض "جمدت حركتها"، في حين أن كل الجهود الاستخبارية والتجسسية السابقة كانت تنصب فيما سبق على مراقبة تحركات داعش، لكنها الآن "مكرسة لحماية القوات الأمريكية".
قبل الهجوم التركي بيومين، قال مظلوم كوباني لجريدة واشنطن بوست الأمريكية: "بدأ داعش إعادة تنظيم صفوفه في مخيم الهول، ونحن غير قادرين على السيطرة على المخيم بنسبة 100%"، ويحمل بيان صدر الأسبوع الماضي عن البيت الأبيض تركيا المسؤولية عن مراقبة المخيمات وأسرى داعش في المستقبل، ولكن المسؤولين الأمريكيين قلقون من أن تؤدي الهجمات التركية إلى التمكين من اختراق المخيم وسائر سجون قوات سوريا الديمقراطية في المنطقة في وقت يرى الخبراء أن تركيا عاجزة عن القيام بتلك المهمة.
ويرى البرلماني التركي السابق وعضو مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية الأمريكية، آيكان أردمير، أن من المستحيل أن تتمكن تركيا من مراقبة ذلك المخيم وتلك السجون: "هذه ستكون بداية الكارثة، سنشهد في المستقبل هروب عدد كبير من الدواعش من السجون ليعيدوا تنظيم صفوفهم".
قوات سوريا الديمقراطية تتفق مع روسيا وسوريا
بعد هجوم تركيا على كوردستان سوريا، نادى مسؤولو قوات سوريا الديمقراطية كثيراً طلباً للنجدة، لأن تركيا تنوي تنفيذ إبادة عرقية لكن لم يصغ إليهم أحد كما يقولون، لذلك قرروا في الأخير أن يتفقوا مع النظام السوري.
في مساء الأحد، 13 تشرين الأول 2019، أعلن رئيس هيئة الدفاع عن كانتون كوباني، عصمت شيخ حسن: "لما لم يسمع أحد نداء استغاثتنا، اتفقنا مع الحكومة السورية وروسيا ومن المقرر أن يأتوا إلى كوباني، لذا أدعو الأهالي إلى الاستعداد الكامل".
وأعلن شيخ حسن لوسائل الإعلام: "لقد فعلنا ما فعلنا، وجهنا نداءاتنا إلى كل الدول، حتى الدول العالمية والجامعة العربية، ودعوناهم. لكن لم يستطع أحد أن يداوي جراحنا. لهذا سنعالج جراحنا بأنفسنا"، وأضاف: "نحن الآن متفقون مع النظام والروس ومن المقرر أن يأتوا إلى هنا ".
عقوبات الكونغرس الأمريكي ضد تركيا
- تجميد أموال رئيس الجمهورية التركي ونائبه ووزراء الدفاع والخارجية والخزانة والمالية والتجارة والطاقة والثروات الطبيعية، الموجودة في أمريكا.
- معاقبة كل من يتعامل متعمداً مع تركيا في مجال الصناعة العسكرية.
- معاقبة كل من يساعد قطاع الطاقة التركي من خلال التكنولوجيا والمعلومات.
- منع بيع المواد والخدمات والتكنولوجيا العسكرية الأمريكية لتركيا.
- لا تشمل العقوبات المساعدات الإنسانية والدواء والمساعدة في التقدم بالديمقراطية والانتخابات وتبادل المعلومات الاستخبارية.
المصدر : شبكة روداو الاعلامية
"الخيانة أمرّ من كل شيء"
منذ يوم الثلاثاء الماضي، 8 تشرين الأول 2019، تستهدف الطائرات والمدفعية التركية مختلف مناطق كوردستان سوريا، ويخبر (حسين رمو) وهو من أهالي القامشلي (الغارديان) البريطانية بأن "الخيانة مرة، لقد أمضيت 63 سنة من عمري ولم أشهد شيئاً كهذا من قبل، كنا نشهد ظلم النظام من قبل والآن نتعرض للخيانة، وما يجري الآن أشد مرارة".
قطعت قذيفة مدفع تركية كلام حسين، وهو متجه إلى حافلة صغيرة كان من المقرر أن تبتعد بهم عن القامشلي إلى الحسكة.
تشير إحصائيات الأمم المتحدة إلى أن أكثر من سبعين ألف شخص تشردوا في شمال وشمال شرق سوريا حتى مساء يوم الجمعة، وقد بلغ العدد الآن نحو 190 ألفاً، ويقول أحد مواطني كوباني: "مرة أخرى بعد أربع سنوات، تشرد نحو 40% من سكان المدينة".
رحيمة عثمان، 52 سنة، كانت في الحافلة مع اثنين من أحفادها، وقالت: "قاتل كل أبنائي في سبيل هذه القضية (تقصد حرب التحالف على داعش)، وقد استشهد اثنان منهم".
الأمريكيون يشعرون بالعار
على مسافة نحو 10000 كيلومتر من منطقة القتال بين قوات سوريا الديمقراطية وتركيا، يشعر عدد من القيادات العسكرية والضباط الأمريكيين الذين قاتلوا جنباً إلى جنب قوات سوريا الديمقراطية بالخجل.
يقول ضابط أمريكي غادر كوردستان سوريا عائداً إلى أمريكا في هذا العام، لمجلة (فورين بوليسي) الأمريكية ، إنه غادر سوريا وكله أمل بأن أمريكا لن تدير ظهرها تماماً لقوات سوريا الديمقراطية، لكن بعد تغريدة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب حول سحب القوات الأمريكية "أشعر بانهيار كلي".
ويقول ضابط آخر للمجلة: "مقاتلو قوات سوريا الديمقراطية هم من الأعلى خلقاً من بين من التقيتهم في حياتي"، ويقول أحد عناصر المارينز، كان في سوريا في الفترة 2017-2018: "أشعر بالمرض من شدة القلق والانزعاج، أشعر بخجل غامر عندما سمحت بلادي بأن يواجه حلفاؤنا المقربون الذين قاتلوا من أجلنا في كل معركة هذا المصير، كنا نستطيع منع ذلك".
تشكلت قوات سوريا الديمقراطية في 2015، بمبادرة من وحدات حماية الشعب وبمساعدة من الولايات المتحدة الأمريكية، من مجموعة من القوى الكوردية والعربية والمسيحية. لعبت هذه القوات في السنوات الأربع الأخيرة دور قوات مشاة التحالف الدولي في سوريا لمواجهة داعش، وترى تركيا أن هذه القوات هي الجناح السوري لحزب العمال الكوردستاني وتعتبر المناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية عمقاً ستراتيجياً لحزب العمال الكوردستاني.
خلال الشهرين الأخيرين، خاض مسؤولو وزارتي الخارجية والدفاع الأمريكيتين محادثات مع مسؤولي حكومة أنقرة، بهدف طرد المخاوف الأمنية التركية وإنشاء منطقة آمنة في شمال سوريا تقوم القوات العسكرية التركية والأمريكية بمراقبتها، وكان الأمريكيون وقوات سوريا الديمقراطية يؤكدون على أن يكون عمق المنطقة بين خمسة و14 كيلومتراً، لكن تركيا كانت تريد أن يكون عمقها 30 كيلومتراً.
آراء مختلفة في الإدارة الأمريكية
تعرض ترمب في الأسبوع الماضي إلى انتقادات وضغوط كبيرة من مسؤولين في الإدارة الأمريكية والمؤسسات التي في خارج البيت الأبيض، لكي يتخذ خطوة من أجل إيقاف الهجمات التركية على كوردستان سوريا، رغم اختلاف الآراء حول ما ينبغي القيام به، وحذر ترمب تركيا من فرض عقوبات اقتصادية شديدة على حكومة أنقرة في حال تخطت حدودها.
وأبلغ مسؤول كبير في البيت الأبيض جريدة (واشنطن بوست) الأمريكية بأن خيار فرض العقوبات يأتي في مقدمة الخيارات حتى الآن، في حين يشير مسؤول كبير آخر إلى أن الوساطة بين الكورد وتركيا "هي الطريق الذي يفضله الرئيس على سائر الخيارات الأخرى".
وكشف أحد كبار مستشاري ترمب للجريدة الأمريكية عن أن ترمب لم يحسم أمره، بينما كان وزير الخارجية مايك بومبيو ورئيس الأركان الأمريكي ميك مالفاني قد حذرا ترمب في وقت سابق من أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان "سيحصرك في زاوية" من الصعب الخروج منها.
في نهاية الأسبوع الماضي، رفضت أمريكا وروسيا لأسباب مختلفة مشروع قرار أوروبي في مجلس الأمن الدولي يدين الهجمات التركية. روسيا الحليف الرئيس للنظام السوري، لديها علاقات وثيقة مع تركيا أيضاً، كما أن عمليات الأسبوع الماضي ستقطع يد أمريكا عن منطقة يعتد بها من شمال سوريا، وهذا ما سيسهل التوصل إلى نتيجة ترغب فيها روسيا بالنسبة إلى سوريا.
وعن سبب رفض استخدام كلمة "إدانة" في المقترح الأوروبي، قال مسؤول كبير في البيت الأبيض لواشنطن بوست: "قررت الإدارة الأمريكية استخدام تعبير "فكرة سيئة" لوصف العملية التركية وليس إدانتها".
في كانون الأول من العام الماضي، دعا ترمب فجأة إلى سحب كل القوات الأمريكية من سوريا. جوبه القرار بانتقاد شديد من وزارة الدفاع والقيادات العسكرية الأمريكية، وكان لمسؤولي البنتاغون هذه المرة مشكلة مع بومبيو بخصوص قرار ترمب ووصفوه بأنه "سلبي جداً".
الخط الأحمر لترمب
هدد ترمب بأن أمريكا سترد في حال تجاوزت تركيا حدودها، وعن "الخط الأحمر" الذي حدده ترمب يقول مسؤول كبير في البيت الأبيض للجريدة الأمريكية هو "الإبادة العرقية: في المناطق الكوردية السورية و"القصف الجوي والمدفعي بدون تجنب المدنيين" هما من بين الأمور التي تدخل ضمن خط ترمب الأحمر، ويضيف المسؤول "حالياً نراقب الوضع ولم نلمس مثالاً صارخاً (لتلك الحالة) لكن من السابق لأوانه الحديث عن هذا".
وفي الاتصال الذي جرى الأحد الماضي، أكد أردوغان على أنهم سيهاجمون في كل الأحوال، وكان القادة الميدانيون الأمريكيون قد حذروا مسبقاً من تحشدات عسكرية تركية كبيرة على الحدود.
قرارات ترمب الأربعة
أعلن مسؤول كبير في البيت الأبيض لواشنطن بوست بأن ترمب عندما واجه قرار أردوغان ذاك "اتخذ أربعة قرارات وكل ما نفعله الآن هو في ضوء تلك القرارات، أي أننا لا نساند الهجوم، ولا نزود أردوغان بالمساعدة التي طلبها، ولن تتصدى أمريكا عسكرياً للهجمات لأن تركيا حليف في الناتو، بل نعتبره خطأ كبيراً جداً".
وعن القرار الأخير، قال هذا المسؤول: "إذا تعاملت تركيا بطريقة غير لائقة وتخطت الخطوط التي رسمها الرئيس ترمب في ذهنه، فإن أمريكا مستعدة لتجعل تركيا تدفع الثمن غالياً".
غضب الكونغرس عبر مشروع قرار
يعمل أعضاء الكونغرس من الحزبين الأمريكيين الرئيسين على مشروع قانون يستهدف كبار المسؤولين والمؤسسات العليا في الحكومة التركية، في حال لم تسحب تركيا قواتها من المناطق التي احتلتها منذ 9 تشرين الأول 2019.
المشروع تقدم به عضوا الكونغرس الديمقراطي فان هولين والجمهوري ليندسي غراهام، ومن المقرر أن يناقش هذا الأسبوع في قسمي الكونغرس. يقضي مشروع القرار بفرض عقوبات على أموال كل من رئيس الجمهورية ونائبه ووزراء الدفاع والخارجية والخزانة والمالية والتجارة والطاقة والثروات الطبيعية التركية، في أمريكا.
كما يفرض مشروع القرار عقوبات على الذين "يتعمدون" التعامل في مجال الصناعة العسكرية مع تركيا، والذين يدعمون إنتاج النفط والغاز الطبيعي التركي من خلال معلومات أو تكنولوجيا أو خدمات. كما يمنع بيع المواد والخدمات والتكنولوجيا العسكرية الأمريكية لتركيا.
بينما تستثني العقوبات المساعدات الإنسانية والدوائية والمساعدة في التقدم بالديمقراطية والانتخابات وتبادل المعلومات الاستخبارية.
ويشعر أعضاء الكونغرس من الحزبين بالتفاؤل لمقدرتهم على جمع ثلثي أصوات مجلس النواب ومجلس الشيوخ لكي لا يتمكن الرئيس الأمريكي من استخدام حق النقض ضد العقوبات.
وفي تصريح لموقع (أكسيوس) الأمريكي، يقول السيناتور غراهام وهو محل ثقة ترمب أيضاً: "أعتقد أن واجبه (أي ترمب) كقائد عام للقوات المشتركة يلزمه بالتعامل مع الكورد باحترام. ما يجري الآن هو أسوأ من مغادرة أوباما العراق، لأننا الآن نمتلك معلومات أكثر عما سيحدث، هذا سيغير مجمل اللعبة في ملف الأمن القومي، هذا تمهيد لعودة داعش للبروز".
وفي تصريح لمجلة فورين بوليسي، قال فان هولين: "كورد سوريا كانوا رأس الحربة في حربنا ضد داعش. كانوا أكثر حلفائنا فاعلية. إدارة ظهورنا لهم ليست مجرد خيانة، بل تعرض أمننا القومي للخطر، لأنها إشارة إلى أننا لسنا شريكاً يعتمد عليه"، خسرت قوات حزب الاتحاد الديمقراطي وقوات سوريا الديمقراطي 11 ألفاً من مقاتليها على مدى خمس سنوات من الحرب ضد داعش.
تزامن قرار البيت الأبيض في الأسبوع الماضي مع محاولات الديمقراطي لمساءلة ترمب المتهم بإيقاف 400 مليون دولار من المساعدات العسكرية الأمريكية لأوكرانيا، لدفع أوكرانيا إلى إعادة فتح ملف ابن جو بايدن من قبل حكومة كييف. جو بايدن هو المنافس الرئيس لدونالد ترمب في انتخابات 2020 الرئاسية، ويرى الديمقراطيون أن ترمب استغل صلاحياته الرئاسية لإضعاف مكانة خصمه الديمقراطي في الانتخابات.
في ظروف كهذه، فإن ترمب يحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى مساندة الجمهوريين للرد على محاولات الديمقراطيين استجوابه، ويقول كبير مستشاري الرئيس السابق لمجلس النواب، جوناثان بيرك، إن الجمهوريين مازالوا يحظون بفرصة التصدي لسياسة ترمب تجاه سوريا. يعمل بيرك الآن مستشاراً لميتش مككونيل الذي وصف خطوة ترمب الأسبوع الماضي بأنها "طعنة في الظهر" للقوات الكوردية.
"هناك كارثة قادمة"
ليس معلوماً حتى الآن ماذا قال ترمب لأردوغان وفيم يفكر بخصوص الملف السوري. هل يفكر في سحب القوات الأمريكية من المناطق الحدودية في تل أبيض ورأس العين أم سحب كل القوات الأمريكية من سوريا وإعادتها إلى أمريكا، وكما يقول الخروج من "حروب لا معنى لها ولا تنتهي" في الشرق الأوسط؟ الجواب على هذا السؤال هو الذي سيبين هدف تركيا وإلى أين ستمضي، وماذا سيكون مصير الأسرى من داعش ومخيم الهول.
وأعلن مصدر مطلع على مضمون الاتصال الهاتفي بين ترمب وأردوغام لقناة (سي إن بي سي) الأمريكية أن ترمب قال لأردوغان إنه في حال دخلت تركيا إلى سوريا فلن ينسحب الأمريكيون من سوريا، لكن إن وسعت تركيا عملياتها فسيقرر سحب كل القوات من سوريا. لكن هل تريد تركيا انسحاب أمريكا من كل مناطق قوات سوريا الديمقراطية، التي تشكل 30% من مساحة سوريا، ويحتاج التمسك بها وإدارتها إلى رأسمال ضخم مالي وعسكري وسياسي؟
ما هو معلوم هو أنه لا يوجد اتفاق حول العمق الذي ستتوغل فيه تركيا. أعلن أردوغان الأسبوع الماضي أنه خلال زيارته إلى البيت الأبيض في الشهر القادم ستكون أمامه الفرصة ليبحث مع أمريكا موضوع "عمق العملية".
الباحث في الشؤون السورية في مؤسسة القرن، آرون لوند، يرى أن تركيا "قد تكون لها مصلحة صغيرة في السيطرة على كل المناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية"، لأن المعتقلين في مخيم الهول يشكلون مشكلة كبيرة، وقدرة تركيا على إدارة منطقة بعيدة عن حدودها محدودة، لهذا فإن "السيطرة على كل شمال شرق سوريا سيؤدي إلى الكثير من العنف وسيكلف تركيا الكثير من النفقات، ويكلفها الكثير من الناحية السياسية".
هذه ليست المرة الأولى التي يورط فيها ترمب نظيره التركي في مثل هذه الحالة. ففي العام الماضي عندما قرر ترمب سحب كل القوات الأمريكية من سوريا، أشار إلى أن على تركيا أن تهتم بأمر بقايا قوات داعش وأمن المنطقة، لكن تبين بعد أيام أن تركيا ليست قادرة على ذلك.
وأعلن مسؤول في قوات سوريا الديمقراطية لفورين بوليسي "سنبذل كل ما في وسعنا للتصدي لأعدائنا" ويقصد بهم تركيا وداعش. لكن تجربة معركة عفرين بينت أن الحرب ضد تركيا تضعف التركيز على الحرب ضد داعش، ما يهدد كل مكاسب التحالف الدولي ضد داعش.
في الأسبوع الماضي، دخلت العمليات التي تستهدف داعش في شرق سوريا طور السبات، ليس لأن قوات سوريا الديمقراطية اضطرت إلى إرسال قواتها إلى الشمال، بل لأن القوات الأمريكية وكما يقول مسؤول كبير في البيت الأبيض "جمدت حركتها"، في حين أن كل الجهود الاستخبارية والتجسسية السابقة كانت تنصب فيما سبق على مراقبة تحركات داعش، لكنها الآن "مكرسة لحماية القوات الأمريكية".
قبل الهجوم التركي بيومين، قال مظلوم كوباني لجريدة واشنطن بوست الأمريكية: "بدأ داعش إعادة تنظيم صفوفه في مخيم الهول، ونحن غير قادرين على السيطرة على المخيم بنسبة 100%"، ويحمل بيان صدر الأسبوع الماضي عن البيت الأبيض تركيا المسؤولية عن مراقبة المخيمات وأسرى داعش في المستقبل، ولكن المسؤولين الأمريكيين قلقون من أن تؤدي الهجمات التركية إلى التمكين من اختراق المخيم وسائر سجون قوات سوريا الديمقراطية في المنطقة في وقت يرى الخبراء أن تركيا عاجزة عن القيام بتلك المهمة.
ويرى البرلماني التركي السابق وعضو مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية الأمريكية، آيكان أردمير، أن من المستحيل أن تتمكن تركيا من مراقبة ذلك المخيم وتلك السجون: "هذه ستكون بداية الكارثة، سنشهد في المستقبل هروب عدد كبير من الدواعش من السجون ليعيدوا تنظيم صفوفهم".
قوات سوريا الديمقراطية تتفق مع روسيا وسوريا
بعد هجوم تركيا على كوردستان سوريا، نادى مسؤولو قوات سوريا الديمقراطية كثيراً طلباً للنجدة، لأن تركيا تنوي تنفيذ إبادة عرقية لكن لم يصغ إليهم أحد كما يقولون، لذلك قرروا في الأخير أن يتفقوا مع النظام السوري.
في مساء الأحد، 13 تشرين الأول 2019، أعلن رئيس هيئة الدفاع عن كانتون كوباني، عصمت شيخ حسن: "لما لم يسمع أحد نداء استغاثتنا، اتفقنا مع الحكومة السورية وروسيا ومن المقرر أن يأتوا إلى كوباني، لذا أدعو الأهالي إلى الاستعداد الكامل".
وأعلن شيخ حسن لوسائل الإعلام: "لقد فعلنا ما فعلنا، وجهنا نداءاتنا إلى كل الدول، حتى الدول العالمية والجامعة العربية، ودعوناهم. لكن لم يستطع أحد أن يداوي جراحنا. لهذا سنعالج جراحنا بأنفسنا"، وأضاف: "نحن الآن متفقون مع النظام والروس ومن المقرر أن يأتوا إلى هنا ".
عقوبات الكونغرس الأمريكي ضد تركيا
- تجميد أموال رئيس الجمهورية التركي ونائبه ووزراء الدفاع والخارجية والخزانة والمالية والتجارة والطاقة والثروات الطبيعية، الموجودة في أمريكا.
- معاقبة كل من يتعامل متعمداً مع تركيا في مجال الصناعة العسكرية.
- معاقبة كل من يساعد قطاع الطاقة التركي من خلال التكنولوجيا والمعلومات.
- منع بيع المواد والخدمات والتكنولوجيا العسكرية الأمريكية لتركيا.
- لا تشمل العقوبات المساعدات الإنسانية والدواء والمساعدة في التقدم بالديمقراطية والانتخابات وتبادل المعلومات الاستخبارية.
المصدر : شبكة روداو الاعلامية
أضف تعليق