منظمات حقوقية من بينها "العفو الدولية" وثقت انتهاكات جسيمة كالقتل والتعذيب والخطف في عفرين
يؤكد سكان منطقة عفرين في كوردستان سوريا، أنهم يتعرضون لانتهاكات
جسيمة على أيدي الفصائل السورية المسلحة التابعة لتركيا منذ سيطرتها على
المنطقة قبل أشهر، متحدثين عن عمليات خطف مقابل فدية، واستيلاء على منازل
وممتلكات، واعتقالات وتعذيب.
ونقلت وكالة "فرانس برس" الفرنسية عن عدد من سكان المنطقة وقد استخدموا أسماء مستعارة خشية تعرضهم للملاحقة، تفاصيل عن مضايقات واسعة يعانون منها في مدينة عفرين، تدفعهم إلى ملازمة منازلهم وعدم الخروج إلا في حالة الضرورة.
وقال أحمد "55 عاماً": "لقد سرقوا بيت ابني ولم يتركوا شيئاً، حتى الثياب أخذوها، كما أخذوا دراجتي النارية و20 عبوة زيت واستولوا على محل المشروبات الذي كنا نملكه".
وسيطرت القوات التركية مع فصائل سورية موالية لها على منطقة عفرين بكوردستان سوريا في آذار/مارس الماضي إثر عملية عسكرية ضد وحدات حماية الشعب الكوردية استمرت 58 يوماً.
ومنذ ذلك الحين، وثقت منظمات حقوقيّة عدة، بينها منظمة العفو الدولية انتهاكات واسعة وعمليات نهب وخطف وتعذيب وغيرها.
وأجبرت العمليات العسكرية، وفق الأمم المتحدة، نصف عدد السكان، بينهم أحمد وعائلته، على الفرار، ولم يتمكن العدد الأكبر منهم من العودة إلى منازلهم.
أما من تمكنوا من العودة، فقد وجدوا أن منازلهم تحولت الى مأوى لسكان تم إجلاؤهم من الغوطة الشرقية قرب دمشق، أو تعرضت للنهب وجُردت من الأثاث والأجهزة الكهربائية وكل أدوات الزينة، وفق ما أوردت لجنة التحقيق حول سوريا التابعة للأمم المتحدة في تقرير الشهر الماضي.
وأكدت مسؤولة الملف السوري في منظمة العفو الدولية، ديانا سمعان، أن "(عناصر) المعارضة المسلحة، وتحديداً الموجودون في منطقة عفرين، يقومون باعتقالات تعسفية، وبخطف وإخفاء قسري ونهب منازل المدنيين ومصادرتها".
وأضافت سمعان: "نطالب الحكومة التركية بالضغط على هذه الفصائل المسلحة المدعومة من تركيا، من أجل التوقف عن هذه الممارسات والانتهاكات بحق القوانين الدولية".
وبعد عودته الى عفرين، وجد أحمد مدينته غارقة في حالة من الفوضى، وقال، بحسب "فرانس برس": "هربنا من القذائف، وحين عدنا لم أجد حتى الجرار الزراعي"، وأضاف: "لا نستطيع أن ننام ليلاً جراء إطلاق الرصاص المتكرر".
خطف مقابل فدية
من جهته قال سليم "50 عاماً"، الذي بقي في عفرين مع عائلته: "عندما دخلوا إلى المدينة، لم يتركوا آلية إلا وسرقوها، حتى كابلات الكهرباء نزعوها" لبيعها.
واضطر سكان آخرون، وفق لجنة التحقيق الدولية، لإعادة شراء سياراتهم بعد سلبها منهم، مقابل دفع مبلغ يراوح بين ألفين وخمسة آلاف دولار، كما دفع البعض رشاوى للمقاتلين على الحواجز مقابل السماح لهم بالعودة إلى قراهم.
ويواجه سليم صعوبة في الوصول إلى حقول الزيتون التي تحيط بعفرين من كل ناحية وصوب، وتعرف بجودة زيتها، وقال: "إذا لم تحصل على ورقة من المجلس المحلي (الذي أنشأته أنقرة والفصائل لإدارة المنطقة)، لا يمكنك أن تدخل إلى أرضك"، ولكن الحصول على هذه الموافقة لا يعني بالضرورة أن من يحملها بات بأمان.
وتابع سليم: "الأمر مرتبط بالحظ، فقد تلاقيك مجموعة (مسلحة) على الطريق إلى أرضك وتخطفك مقابل طلب فدية تتراوح بين 15 وخمسين ألف دولار"، مضيفاً: "لا يجرؤ الكورد على الخروج من منازلهم".
ووثقت كل من الأمم المتحدة والمرصد السوري لحقوق الإنسان حصول عمليات خطف مقابل فدية، وأكد المرصد قيام فصيل موال لتركيا بخطف 40 شخصاً خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة، واقتيادهم إلى "مراكز خطف" تابعة له.
وبحسب المرصد "يتعرض المخطوفون في تلك المراكز للتعذيب والضرب قبل أن يُطالب ذويهم بدفع مبالغ مالية مقابل الإفراج عنهم"، وقد تحولت عمليات الخطف هذه وفق المرصد، إلى "مصدر لتحصيل الأموال".
أما إبراهيم، وهو عامل صيانة، فيقول: "اتهموني مرة أنني شبيح (تسمية يطلقها المعارضون على الموالين للنظام)، ومرة أنني أنتمي لحزب العمال الكوردستاني".
وأضاف: "ألقوا القبض علي وأخذوني إلى مقر خارج عفرين، علقوني على البالانكو (طريقة تعذيب عبر التعليق من اليدين) وضربوني".
ذهبت دماؤه سدى
وثمة تناقضٌ بين تصريحات تركيا والفصائل السورية المسلحة التابعة لها، حيث تنفي أنقرة الاتهامات حول حصول أي انتهاكات، فيما تؤكد قيادة الفصائل أن مرتكبي الجرائم والسرقات يعاقبون بانتظام.
ورغم الشكاوى التي يتقدمون بها إلى "المجلس المحلي" أو القوات التركية في عفرين، يقول سكان المدينة إنه ما من مُجيب، مشيرين إلى أن المضايقات لا تفرّق بين مكون كوردي أو عربي.
وفي هذا السياق تتحدث "سامية"، وهي نازحة عربية في عفرين، عن مقتل والدها أمام عينيها على أيدي مسلحين هاجموا منزلهم لسرقة السيارات.
وقالت سامية: "في المرة الأولى، أخرجهم والدي من المنزل، لكنهم عادوا في المرة الثانية للانتقام وقتلوه، وبعد توقيف الفصائل للقاتل، أدخل إلى السجن لشهر واحد فقط وخرج بعدها، لقد ذهبت دماء والدي سدى".
ووثقت لجنة التحقيق الدولية أنماطاً من الاستيلاء على المنازل، وأوردت أن مسلحين وصلوا مع عائلاتهم من الغوطة الشرقية استولوا على منازل الكورد الذين شردتهم المعارك، وفي وسط مدينة عفرين، افتتح نازحون عرب من الغوطة الشرقية محالاً عدة ومطاعم.
وغيّرت القوات التركية والفصائل السورية المسلحة التابعة لها الكثير من معالم المدينة، فتحول دوار كاوا الحداد، تيمناً ببطل أسطوري كوردي دمرت الفصائل تمثاله إثر سيطرتها على المدينة، الى "دوار غصن الزيتون".
وكتبت اللافتة الجديدة المقتبسة من تسمية الهجوم على عفرين، باللغتين العربية والتركية.
وفي وسط المدينة، ترتفع في إحدى الساحات لافتة كتب عليها "ساحة الرئيس رجب طيب أردوغان"، بينما حوّل الجيش التركي مبنى قريباً إلى مقر له وأحاطه بجدار اسمنتي.
وتحسّر أبو جهاد "60 عاماً" على الأمان الذي تنعّم به سكان عفرين قبل دخول الفصائل إليها، وقال: "المضايقات كثيرة، ظلم وظلم وظلم ولا من يحاسبهم".
المصدر : روداو نت
ونقلت وكالة "فرانس برس" الفرنسية عن عدد من سكان المنطقة وقد استخدموا أسماء مستعارة خشية تعرضهم للملاحقة، تفاصيل عن مضايقات واسعة يعانون منها في مدينة عفرين، تدفعهم إلى ملازمة منازلهم وعدم الخروج إلا في حالة الضرورة.
وقال أحمد "55 عاماً": "لقد سرقوا بيت ابني ولم يتركوا شيئاً، حتى الثياب أخذوها، كما أخذوا دراجتي النارية و20 عبوة زيت واستولوا على محل المشروبات الذي كنا نملكه".
وسيطرت القوات التركية مع فصائل سورية موالية لها على منطقة عفرين بكوردستان سوريا في آذار/مارس الماضي إثر عملية عسكرية ضد وحدات حماية الشعب الكوردية استمرت 58 يوماً.
ومنذ ذلك الحين، وثقت منظمات حقوقيّة عدة، بينها منظمة العفو الدولية انتهاكات واسعة وعمليات نهب وخطف وتعذيب وغيرها.
وأجبرت العمليات العسكرية، وفق الأمم المتحدة، نصف عدد السكان، بينهم أحمد وعائلته، على الفرار، ولم يتمكن العدد الأكبر منهم من العودة إلى منازلهم.
أما من تمكنوا من العودة، فقد وجدوا أن منازلهم تحولت الى مأوى لسكان تم إجلاؤهم من الغوطة الشرقية قرب دمشق، أو تعرضت للنهب وجُردت من الأثاث والأجهزة الكهربائية وكل أدوات الزينة، وفق ما أوردت لجنة التحقيق حول سوريا التابعة للأمم المتحدة في تقرير الشهر الماضي.
وأكدت مسؤولة الملف السوري في منظمة العفو الدولية، ديانا سمعان، أن "(عناصر) المعارضة المسلحة، وتحديداً الموجودون في منطقة عفرين، يقومون باعتقالات تعسفية، وبخطف وإخفاء قسري ونهب منازل المدنيين ومصادرتها".
وأضافت سمعان: "نطالب الحكومة التركية بالضغط على هذه الفصائل المسلحة المدعومة من تركيا، من أجل التوقف عن هذه الممارسات والانتهاكات بحق القوانين الدولية".
وبعد عودته الى عفرين، وجد أحمد مدينته غارقة في حالة من الفوضى، وقال، بحسب "فرانس برس": "هربنا من القذائف، وحين عدنا لم أجد حتى الجرار الزراعي"، وأضاف: "لا نستطيع أن ننام ليلاً جراء إطلاق الرصاص المتكرر".
خطف مقابل فدية
من جهته قال سليم "50 عاماً"، الذي بقي في عفرين مع عائلته: "عندما دخلوا إلى المدينة، لم يتركوا آلية إلا وسرقوها، حتى كابلات الكهرباء نزعوها" لبيعها.
واضطر سكان آخرون، وفق لجنة التحقيق الدولية، لإعادة شراء سياراتهم بعد سلبها منهم، مقابل دفع مبلغ يراوح بين ألفين وخمسة آلاف دولار، كما دفع البعض رشاوى للمقاتلين على الحواجز مقابل السماح لهم بالعودة إلى قراهم.
ويواجه سليم صعوبة في الوصول إلى حقول الزيتون التي تحيط بعفرين من كل ناحية وصوب، وتعرف بجودة زيتها، وقال: "إذا لم تحصل على ورقة من المجلس المحلي (الذي أنشأته أنقرة والفصائل لإدارة المنطقة)، لا يمكنك أن تدخل إلى أرضك"، ولكن الحصول على هذه الموافقة لا يعني بالضرورة أن من يحملها بات بأمان.
وتابع سليم: "الأمر مرتبط بالحظ، فقد تلاقيك مجموعة (مسلحة) على الطريق إلى أرضك وتخطفك مقابل طلب فدية تتراوح بين 15 وخمسين ألف دولار"، مضيفاً: "لا يجرؤ الكورد على الخروج من منازلهم".
ووثقت كل من الأمم المتحدة والمرصد السوري لحقوق الإنسان حصول عمليات خطف مقابل فدية، وأكد المرصد قيام فصيل موال لتركيا بخطف 40 شخصاً خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة، واقتيادهم إلى "مراكز خطف" تابعة له.
وبحسب المرصد "يتعرض المخطوفون في تلك المراكز للتعذيب والضرب قبل أن يُطالب ذويهم بدفع مبالغ مالية مقابل الإفراج عنهم"، وقد تحولت عمليات الخطف هذه وفق المرصد، إلى "مصدر لتحصيل الأموال".
أما إبراهيم، وهو عامل صيانة، فيقول: "اتهموني مرة أنني شبيح (تسمية يطلقها المعارضون على الموالين للنظام)، ومرة أنني أنتمي لحزب العمال الكوردستاني".
وأضاف: "ألقوا القبض علي وأخذوني إلى مقر خارج عفرين، علقوني على البالانكو (طريقة تعذيب عبر التعليق من اليدين) وضربوني".
ذهبت دماؤه سدى
وثمة تناقضٌ بين تصريحات تركيا والفصائل السورية المسلحة التابعة لها، حيث تنفي أنقرة الاتهامات حول حصول أي انتهاكات، فيما تؤكد قيادة الفصائل أن مرتكبي الجرائم والسرقات يعاقبون بانتظام.
ورغم الشكاوى التي يتقدمون بها إلى "المجلس المحلي" أو القوات التركية في عفرين، يقول سكان المدينة إنه ما من مُجيب، مشيرين إلى أن المضايقات لا تفرّق بين مكون كوردي أو عربي.
وفي هذا السياق تتحدث "سامية"، وهي نازحة عربية في عفرين، عن مقتل والدها أمام عينيها على أيدي مسلحين هاجموا منزلهم لسرقة السيارات.
وقالت سامية: "في المرة الأولى، أخرجهم والدي من المنزل، لكنهم عادوا في المرة الثانية للانتقام وقتلوه، وبعد توقيف الفصائل للقاتل، أدخل إلى السجن لشهر واحد فقط وخرج بعدها، لقد ذهبت دماء والدي سدى".
ووثقت لجنة التحقيق الدولية أنماطاً من الاستيلاء على المنازل، وأوردت أن مسلحين وصلوا مع عائلاتهم من الغوطة الشرقية استولوا على منازل الكورد الذين شردتهم المعارك، وفي وسط مدينة عفرين، افتتح نازحون عرب من الغوطة الشرقية محالاً عدة ومطاعم.
وغيّرت القوات التركية والفصائل السورية المسلحة التابعة لها الكثير من معالم المدينة، فتحول دوار كاوا الحداد، تيمناً ببطل أسطوري كوردي دمرت الفصائل تمثاله إثر سيطرتها على المدينة، الى "دوار غصن الزيتون".
وكتبت اللافتة الجديدة المقتبسة من تسمية الهجوم على عفرين، باللغتين العربية والتركية.
وفي وسط المدينة، ترتفع في إحدى الساحات لافتة كتب عليها "ساحة الرئيس رجب طيب أردوغان"، بينما حوّل الجيش التركي مبنى قريباً إلى مقر له وأحاطه بجدار اسمنتي.
وتحسّر أبو جهاد "60 عاماً" على الأمان الذي تنعّم به سكان عفرين قبل دخول الفصائل إليها، وقال: "المضايقات كثيرة، ظلم وظلم وظلم ولا من يحاسبهم".
المصدر : روداو نت
أضف تعليق