دراسة فرنسية.. كن مشغولاً لتحافظ على صحتك

عندما يسألك شخص ما ماذا تفعل؟، تجيب بكلمة واحدة بقولك "مشغول"، هذه الإجابة ليست مقنعة أو كافية، أو بمعنى أوضح إجابة غير محببة. فهي تعمل على عزلك عن السائل، وبالتالي تغلق المحادثة بين الطرفين، بدلاً من دفع الأمور إيجابياً.

فبقاؤك مشغولاً بحق هو أمر مختلف عن قولك "إنني مشغول".

ووفقًا للبحوث فإن الانشغال الحقيقي له فوائد جمة، حيث يحسن صحتك في المقام الأول، ومن ثم يساعدك في اتخاذ القرارات السليمة.

والمرء قد يسأل أحيانًا هل من الأفضل لي أن أذهب إلى صالة الألعاب الرياضية أم أستلقي على الأريكة؟!. هل أنفق المال وأتفاخر به أم أبقيه معي لفترة أطول من الزمن كادخار طويل الأمد؟.

وفي كل يوم يواجه كل واحد منا مثل هذه الأسئلة التي تضعه بين خيارين هما الإشباع الفوري، والرفاهية المؤجلة في المستقبل.

وهنا يقول الباحثون بأن تصوير نفسك مشغولًا سوف يساعدك في تحكم أفضل في الذات، بل اتخاذ القرارات التي سوف تفيدك لاحقًا كالإجابة على مثل هذه الأسئلة.

وقد جاء ذلك بحسب البحث الذي أجراه معهد إنسيد الفرنسي لإدارة الأعمال.
الانشغال والسلوك
يرى الباحثون أن النظرة إلى أنفسنا على أننا مشغولون يعزز بالفعل فينا تقدير الذات، ويقرّبنا من الخيارات الأفضل في الحياة.

وقد كتبت أميتافا تشاتوباديايي، أستاذة التسويق في إنسياد والمجموعة التي عملت معها، بحثًا بعنوان "عندما يكون الانشغال أقل.. تأثير العقل المنشغل على السلوك".

وقد قامت المجموعة البحثية بإجراء اختبارات على عدد من المشاركين من خلال تعريضهم إلى رسائل خفية تشير إلى أنهم مشغولون، أو عن طريق مطالبتهم بالكتابة عن الأنشطة التي أبقتهم مشغولة في الآونة الأخيرة، وكانت هناك مجموعة أخرى لم تتلق أي مطالبات.

ومن ثم طُلب من جميع المشاركين بعد ذلك، اتخاذ خيارات تنطوي على ضبط النفس، مثل القرارات المتعلقة باختيار الطعام أو التمارين أو الادخار للتقاعد.

وجاءت النتيجة أن المشاركين الذين تم تذكيرهم بنمط حياتهم المزدحم أكثر ميلًا باستمرار من المشاركين بالمجموعة الثانية، في قدرتهم على اتخاذ القرارات التي قد تفيدهم لاحقًا في الحياة.

وخلص الباحثون إلى أن الأشخاص الذين يفكرون في أنفسهم على أنهم مشغولون، يفكرون في أنفسهم على أنهم مهمون، وهذا الأمر منحهم إحساساً كبيراً بالتحكم في النفس.
خط رفيع
إلا أن هناك خطا رفيعا يجب الانتباه إليه كي لا نقع في الخطأ والمنطقة المحظورة، فقد أصبح المشاركون الذين شعروا بالانشغال الفائض عن الحد، أسرى ضغط كبير من الوقت، وهذا جعلهم معرضون للقلق وبالتالي اتخاذ قرارات مترددة.

وقالت تشاتوباديايي: "عندما خفّضنا مؤقتًا الإحساس بالأهمية الذاتية للمشاركين الذين شعروا بالانشغال، تلاشى تأثير ضبط النفس".

ويقول الباحثون إن نمط الحياة المنشغلة يمكن أن يحسن الذاكرة ووظائف الدماغ والعواطف، وذلك وفقًا لدراسات سابقة.

وتبقى القاعدة هي أن الإجهاد يمكن أن يؤثر سلباً على الإدراك، لهذا ولجني ثمار الانشغال، من المهم أن تتحكم في أنشطتك بدلًا من السماح لها بالتحكم فيك.

المصدر: العربية. نت

ليست هناك تعليقات