مصادر أمنية تركية تكشف تفاصيل جديدة بشأن اختفاء خاشقجي

كشفت مصادر أمنية تركية للإعلام الرسمي التركي، أن المسؤولين السعوديين الذين زاروا قنصلية المملكة في اسطنبول قادمين عبر طائرة خاصة جاءوا بغرض يتعلق بالصحفي جمال خاشقجي وقد أخذوا معهم تسجيلات كاميرات مبنى القنصلية.

وبالتزامن مع هذه التطورات، دخلت القوات الأمنية التركية مبنى القنصلية السعودية في إسطنبول حيث بدأت بعملية التفتيش في إطار التحقيقات الجارية في اختفاء جمال خاشقجي.
وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية، حامي أقصوي أن "اتفاقية فيينا المنظمة للعلاقات الدبلوماسية، والتي أبرمت عام 1961، تكفل حصانة المرافق والهيئات القنصلية، لكنها تسمح بتفتيشها من جانب الدولة المضيفة بموافقة من رئيس البعثة الدبلوماسية"، وأضاف: "السلطات السعودية أعربت عن انفتاحها على التعاون، وموافقتها على تفتيش مبنى القنصلية".

وأوضح أقصوي أن أجهزة القضاء والأمن والاستخبارات تتابع عن كثب المستجدات حول مصير خاشقجي منذ أول يوم لاختفائه، متابعاً: "التحقيقات التي تجريها أجهزتنا المعنية متواصلة وبشكل مكثف، من أجل الكشف عن ملابسات الحادث".
إلى ذلك، بثت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، عبر موقعها الإلكتروني، تسجيلا صوتياً للصحفي السعودي جمال خاشقجي، قالت إنه جرى قبل 3 أيام من اختفائه إثر زيارة للقنصلية السعودية بإسطنبول، وأكد فيه خاشقجي أنه لا ينوي العودة إلى بلاده خاصة بعد توقيف أحد أصدقائه، تحدث عن وجهة نظره بشكل نقدي رغم أنه ليس معارضا.

وقبل بدء الحوار الذي كان حول "عملية السلام في الشرق الأوسط"، سأل المحاور خاشقجي عما إذا كان يعتقد أنه سيعود إلى السعودية، ورد خاشقجي: "أسافر كثيرا، وأعيش حاليا بين اسطنبول والعاصمة وواشنطن.. ولا أفكر" (في العودة إلى السعودية).

وأضاف: "أنا هنا بعد توقيف صديقي، الذي لم يفعل شيئا سيئاً كي يُلقى القبض عليه، فقط عبر عن وجهة نظره، أو تكلم بشكل نقدي.. فكيف أعود إلى السعودية!"، وعن صديقه الذي تم توقيفه ولم يكشف عن هويته، أشار خاشقجي إلى أن الناس تتساءل لماذا تم توقيفه؟، فهو رجل اقتصاد سعودي، وهو مقرب من الحكومة السعودية وليس معارضاً.

وشدد خاشقجي، على أنه ليس معارضا قائلا: "أنا دائما أقول: أنا لست معارضا، أنا فقط كاتب حر، وأريد أن أكتب وأشرح أفكاري بحرية، وهذا ما حصلت عليه في صحيفة واشنطن بوست، التي أعطتني منصة للكتابة بحرية"، متمنيا لو كان حصل على تلك المنصة في السعودية.

وحول سؤال عما إذا كانت السعودية ستكون بلدا أفضل إذا سمحت بحرية التعبير، رد خاشقجي قائلا إن السعودية تمر بتحول كبير، والذي قد يشمل كل سعودي ويؤثر عليه، وكل فترة يتم الإعلان عن مشروعات بعدة مليارات من الدولارات، واعتبر إلى أن مثل تلك الأمور يجب أن تناقش في البرلمان وعبر الصحف،  لكن "المسموح فقط للشعب هو التصفيق لها".
والسبت الماضي، قالت مصادر أمنية تركية، إن 15 سعودياً، بينهم مسؤولون، وصلوا إسطنبول على متن طائرتين، وتواجدوا بالقنصلية السعودية بالتزامن مع وجود الصحفي السعودي جمال خاشقجي فيها، مضيفةً أن المسؤولين عادوا لاحقاً إلى البلدان التي قدموا منها، فيما يواصل الأمن التركي تحقيقاته في اختفاء الصحفي السعودي، بموجب تعليمات من نيابة إسطنبول العامة.
وذكرت وكالة "الأناضول" التركية أن الكاميرات رصدت لحظات دخول ومغادرة وفد أمني سعودي إلى مبنى قنصلية المملكة في إسطنبول، اليوم الأحد 7 أكتوبر/ تشرين الثاني، مشيرة إلى أن الوفد وصل إلى مبنى القنصلية في منطقة ليفنت، في وقت سابق، وظل داخل القنصلية لمدة ساعتين.

وأضافت: "تمت مشاهدة أحد أعضاء الوفد، وهو يخرج من القنصلية، واضعا على كتفه العلم السعودي"، مضيفة: "قال مصدر مسؤول في القنصلية السعودية بإسطنبول إن الوفد الأمني ضم محققين سعوديين وصلوا إلى إسطنبول، السبت الماضي، بناء على طلب الجانب السعودي وموافقة الجانب التركي، للمشاركة في التحقيقات".

ولفتت الوكالة إلى أن مصدراً بالقنصلية السعودية كتب على صفحة السفارة على "تويتر" تغريدة نفى فيها صحة تصريحات نسبتها "رويترز"، أمس السبت، إلى مسؤولين أتراك حول مقتل الصحفي السعودي، مضيفة: "شكك المصدر السعودي بأن تكون هذه التصريحات صادرة من مسؤولين أتراك مطلعين أو مخول لهم التصريح".

وكان تقرير لـ"رويترز" نقل عن مصادر تركية قولها إنها تعتقد أن الصحفي السعودي جمال خاشقجي قتل داخل القنصلية أو أنه تم نقله إلى الخارج.

ويأتي ذلك بعد تصريح ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الذي قال فيه إن بلاده مستعدة للسماح لتركيا بتفتيش قنصلية المملكة في إسطنبول للبحث عن خاشقجي، الذي اختفى بعد زيارته إليها.

وقال الرئيس رجب طيب أردوغان، في وقت سابق إنه يتابع قضية اختفاء جمال خاشقجي، بصورة شخصية، وأن تركيا ستعلن نتائج التحقيق في هذا الخصوص مهما كانت، مشدداً على أن السعودية لن تستطيع إنقاذ نفسها بالقول إن خاشقجي خرج من مبنى القنصلية بل عليها إثبات ذلك بالصورة.

وتقول خطيبة خاشقجي وأصدقاؤه إنهم يخشون أن يكون قد تم احتجازه أو اختطافه بسبب انتقاده للحكومة، وتعتقد السلطات التركية أنه لا يزال داخل القنصلية. غير أن الأمير قال إن خاشقجي غادر المبنى بعد فترة طويلة من دخوله".

يذكر أن خاشقجي وهو صحفي سعودي عمل سابقا رئيسا لتحرير صحيفة "الوطن" السعودية اليومية، كما عمل مستشارا للأمير تركي الفيصل السفير السابق في واشنطن، ولكنه غادر البلاد بعد تعيين الأمير محمد بن سلمان ولياً للعهد، وعمل في صحيفة واشنطن بوست قبل اختفائه.

المصدر : روداو نت

ليست هناك تعليقات