آلدار خليل: مستعدون لمساعدة سوريا على ضرب المعارضة الموالية لتركيا

يقطع المقاتلون الكورد في كوردستان سوريا عشرات الكيلومترات لكي يقاتلوا إلى جانب القوات التابعة للحكومة السورية من أجل استعادة السيطرة على مدينة إدلب التي تعتبر آخر معاقل فصائل المعارضة السورية.

وتأتي مشاركة هذه القوات في معركة إدلب متزامنة مع استمرار الحوار بين الكورد ودمشق حول مصير المناطق الكوردية والإدارة الذاتية في كوردستان سوريا.

بعد اجتماع القمة بين رؤساء روسيا وإيران وتركيا، يوم الجمعة في طهران، تدل المؤشرات كافة على أن عملية استعادة إدلب ستبدأ قريباً جداً، وحسب تقرير لجريدة (غارديان) البريطانية، فإن فصائل المعارضة لم تكن تعلق آمالاً تذكر على قمة طهران، ويقول أمين عزام، وهو من مسلحي المعارضة: "إنهم يتخلون عنا تباعاً منذ خمس سنوات، فما الذي جد لينقذونا هذه المرة".

عزام متواجد في مدينة جسر الشغور جنوب غرب محافظة إدلب، وحسب تقرير (غارديان) فإن عدداً من المسلحين الكورد انضموا إلى قوات النظام السوري والميليشيات الشيعية جنوب هذه المدينة "بانتظار التعليمات"، ويعتقد بأن هؤلاء المسلحين ينتمون إلى قوات سوريا الديمقراطية (قسد) التي تقاتل داعش منذ ثلاث سنوات جنباً إلى جنب قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.

الحرب الدولية على داعش تتجه نحو نهايتها عملياً، ومنذ شهر آذار المنصرم، وبعد هجوم القوات التركية على عفرين، اضطرت وحدات حماية الشعب إلى مغادرة تلك المنطقة، في حين أن عفرين تعتبر جزءاً رئيساً من مشروع تشكيل إقليم كوردستان سوريا، ويقول قادة وحدات حماية الشعب إن الثأر لعفرين يأتي في مقدمة أولوياتهم.

وفي تصريح للجريدة البريطانية، أعلن الرئيس المشترك السابق لحركة المجتمع الديمقراطي، آلدار خليل، أن الكورد مستعدون للاتفاق مع الحكومة السورية من أجل استعادة عفرين، وقال: "لم تتخذ حتى الآن أية خطوة لإرسال قوات من كوردستان سوريا للمشاركة في عملية تحرير إدلب، لكننا أبدينا استعدادنا للحوار مع النظام السوري حول تطهير جميع أنحاء سوريا من داعش، الجهاديين والفصائل الإرهابية التي تدعمها تركيا".

لكن مسؤولاً آخر للقوات الكوردية في كوردستان سوريا، كشف النقاب عن سلوك عدد صغير من مسلحي قوات سوريا الديمقراطية طريقاً طويلاً وشاقاً للانضمام إلى القوات السورية، ويقول المسؤول الذي لم يُذكر اسمه، لغارديان: "هذه خطوة رمزية، من جهة، وهي في نفس الوقت خطوة ستراتيجية، من جهة أخرى، تعني أننا بحاجة إلى النظام السوري، وشراكتنا بدأت تنمو، لأننا يجب أن نثأر لأنفسنا".

في خضم الهجوم على عفرين، في كانون الثاني من هذا العام، طلبت قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب، الدعم العسكري والسياسي من أمريكا للحيلولة دون وقوع الهجوم، لكن لم تكن هناك قوات أمريكية في تلك المنطقة، لأن عفرين وأطرافها كانت تعتبر ضمن دائرة النفوذ الروسي، وكانت علاقات أمريكا مع تركيا متوترة لدرجة لا تسمح لواشنطن بتوجيه طلب كبير كهذا لتركيا.

أضعف الهجوم على عفرين العلاقات بين أمريكا والقوات الكوردية في كوردستان سوريا والحملة على داعش في غرب سوريا، وعن هذا، قال مسؤول كوردي رفيع المستوى للجريدة البريطانية: "لم تعد الثقة القديمة قائمة بيننا، لذا لا ينبغي أن يستغربوا من أن نعمل (من الآن فصاعداً) على حماية أنفسنا بأنفسنا".

ويقول مصدر رفيع من جهاز استخباراتي تابع لواحدة من دول المنطقة إن أمريكا أبلغت قوات سوريا الديمقراطية رفضها مشاركة عناصر تلك القوات في عملية استعادة إدلب، جنباً إلى جنب القوات السورية والميليشيات الإيرانية. كما أشار هذا المصدر إلى أنه "حتى في حال خوض قوات سوريا الديمقراطية تلك المعركة، فإنها لن ترتدي زيها الخاص بها ولن ترفع رايتها، بل ستحاول التشبه بجنود الجيش السوري".

انتشرت في الأشهر الأخيرة شائعة انسحاب القوات الأمريكية من سوريا، ما أقلق القوات الكوردية في كوردستان سوريا، لدرجة أن تلك الشائعات تعتبر واحدة من أسباب تقارب تلك القوات الكوردية مع نظام بشار الأسد.

ويشير الرئيس المشترك السابق لحركة المجتمع الديمقراطي إلى أن "الوضع في عفرين لا يمكن أن يستمر بحالته الحالية، ونحن في تحالف الأحزاب السياسية التي تؤمن بسوريا ديمقراطية في المستقبل، مستعدون لبدء الحوار مع الحكومة السورية"، ومستعدون للمشاركة عسكرياً وسياسياً واقتصادياً في سوريا ديمقراطية.

المصدر : روداو نت 

ليست هناك تعليقات