النظام السوري يرسل خطابات تقر بوفاة معتقلين في سجونه.. لماذا الآن؟

بدأ النظام السوري بإرسال آلاف الخطابات لذوي معتقلين تخبرهم فيها بوفاتهم في السجون. السكتة القلبية، كانت السبب الأغلب للوفاة، حسب الخطابات، فهل هذا صحيح؟ وما الذي يدفع النظام  إلى القيام بذلك رغم أن أغلبهم مات منذ سنوات؟
وتلقت المئات من الأسر السورية  في الأسابيع الأخيرة خطابات رسمية تعلمهم فيها السلطات بموت ذويهم في السجون موتة طبيعية، أغلبها بسبب سكتة قلبية، وتطالبهم بعدم الحديث مع أحد عن حالة الوفاة. وكانت بعض الخطابات يرفق معها أمتعة شخصية تخص بعض هؤلاء المعتقلين، حسب ما كتب موقع “شبيغل أولاين” الألماني على موقعه اليوم الخميس (19 يوليو/ تموز 2018).

إعلام بالوفاة بعد سنوات من وقوعها

نيراز سعيد، المصور الفلسطيني السوري، ابن مخيّم اليرموك، هو احد من أشهر تلك الحالات حيث تلقت أسرته خطابا رسميا بوفاته، وقالت السلطات لزوجته لميس الخطيب يوم الإثنين الماضي إن زوجها مات موتة طبيعية. بينما قيل إن أحد ممثلي الحكومة أخبر والدة نيراز أن ابنها أعدم في سبتمبر/ أيلول 2016 في سجن صيدنايا العسكري.

وكان النظام  قد اعتقل نيراز سعيد في أكتوبر/ تشرين الأول 2015، بعدما سجل بعدسة كاميرته التوابع الرهيبة لقيام جيش الأسد بحصار مخيم اليرموك قرب دمشق وحصلت صورة له لثلاثة أطفال فلسطينيين ينتظرون ترحيلهم من المخيم على جائزة الوكالة الدولية لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” في عام 2014.

حالة أخرى لسجين شهير يذكرها الصحفي كريستوف زيدو بموقع “شبيغل أونلاين”. إنه طالب الهندسة  إسلام دباس، الناشط السلمي، الذي شارك في تنظيم مظاهرة في بداية الاحتجاجات ضد الأسد في داريا فتم اعتقاله بعدها بأسابيع في يوليو/ تموز 2011.

كانت آخر مرة تراه فيها أسرته في السجن بعدها بعام أي في يوليو/ تموز 2012. وبعد ذلك كانت السلطات تخبر والدي إسلام دباس بأن ابنهما لم يعد معتقلا ولا أحد يعرف شيئا عن مصيره. لكن الإثنين الماضي وصل والديه خبر وفاة ابنهما وأن الوفاة وقعت في سجن صيدنايا في ديسمبر/ كانون الأول 2013.

ويقول الموقع الألماني، نقلا عن شبكة حقوق الإنسان السورية، إن تاريخ وفاة معتقلين آخرين يعود أيضا لسنوات ماضية مثل حالة أسر كثيرة لمعتقلين في حماه، يتوقع أن يكونوا قضوا نحبهم في السجن عام 2014. كما كتب موقع “عنب بلدي” أن أسرا كثيرة في معضمية الشام، بقرب دمشق، تلقت خطابات رسمية هذا الشهر تفيد بوفاة ذويهم في عام 2015.

لماذا خطابات الوفاة الآن بالذات؟

يقول كريستوف زيدو إن هناك عدة أسباب لقيام النظام السوري الآن بالإفصاح عن حالة هؤلاء المعتقلين عبر خطابات الوفاة أولها أن أسر هؤلاء المعتقلين لا يوجد لديهم أمل الآن تقريبا في كشف ملابسات وفاة ذويهم بعد كل هذه السنوات. “يكاد لا يمكننهم أن يستطيعوا إثبات أن وفاة ذويهم ربما لم تكن أبدا بسبب سكتة قلبية… وإنما أنهم مثلا قتلوا تحت التعذيب أو تمت تصفيتهم”، يتابع الصحفي الألماني.

كما تتوقع المعارضة السورية وجود “حسابات سياسية” للنظام السوري تقف خلف خطابات الوفاة تلك. ففي الأسبوع المقبل، يتوقع عقد جولة جديدة من مباحثات السلام في سوتشي الروسية بين ممثلي النظام وأجزاء من المعارضة ويمثل مصير عشرات آلاف المعتقلين واحدة من نقاط الخلاف القليلة التي تأمل المعارضة قيام النظام بتقديم تنازلات فيها، هنا في شكل “عفو عام”.

ويرى ياسر فرحان، والذي من المنتظر أن يشارك عن المعارضة في مباحثات سوتشي أن “النظام السوري على ما يبدو، يريد أن يستبق المباحثات بحل على طريقته، من خلال الاعتراف مسبقا بأن كثيرا من المعتقلين قد ماتوا منذ مدة طويلة”.

وتابع فرحان حسب ما نقل شبيغل أونلاين: “النظام يريد أن يتخلص من موضوع المعتقلين السياسيين، لأن ذلك الموضوع يمثل عقبة كبيرة في طريق استعادته لعافيته”.

يكيتي ميديا 

ليست هناك تعليقات