اتفاق «مصالحة» بين ملشيات درعا والروس بعد ليلة دموية
بعد ليلة دامية عاشتها مدينة نوى سقط فيها عشرات القتلى والجرحى بسبب قصف النظام السوري المدينة جواً وبراً بدعم روسي، توصل «الجيش السوري الحر» إلى اتفاق «مصالحة» مع الروس في آخر جيب لملشيات المعارضة في محافظة درعا، ليتقاسم النظام السيطرة على المحافظة مع تنظيم «داعش» الإرهابي.
وأوضح مصدر في «الجيش الحر» في اتصال مع «الحياة» أن «الاتفاق يقضي بتسليم القطع والتلال المحيطة بمدينة نوى للنظام بعد أن تم فعلياً تسليم تل إم حوران شمال المدينة وتلي الهش شمال شرقها». وأكد المصدر أنه « لن يكون هناك وجود للنظام وميليشياته في داخل المخطط التنظيمي للمدينة حالياً، فيما يسمح للأرتال المتوجهة لمحاربة داعش بالمرور عبرها»، كما تضمن الاتفاق بنداً يتعلق «بترحيل كل من لا يرغب بالتسوية إلى إدلب على أن يحدد الوفد التفاوضي موعد الترحيل. وذكر المصدر أنه «تم تسليم دبابة ومدفع هاون على أن يتم الاحتفاظ بباقي الأسلحة حتى انتهاء المعركة مع داعش». وأشار إلى أن باقي البنود لا تختلف عن الاتفاقات السابقة.
وجاء الاتفاق بعد ساعات من مقتل 20 شخصاً على الأقل في قصف جوي وصاروخي عنيف على المدينة فجر أمس الأربعاء، وأدى إلى خروج مستشفى المدينة عن الخدمة.
وبعد قصفه للتلال المحيطة بالمدينة الثلثاء، استهدف النظام فجر أمس المدينة بأكثر من 300 صاروخ من الراجمات، إضافة إلى قصف بالدبابات، وغارات جوية ألحقت دماراً هائلاً بمباني المدينة، منها مبنى المشفى الحكومي في المدينة. وأكدت مصادر إعلامية من داخل المدينة أن عدد القتلى قابل للإرتفاع بسبب صعوبة الوصول إلى الأماكن المستهدفة بسبب استمرار القصف.
وقضت عائلة بأكملها كانت نزحت من بلدة النعيمة شرق درعا إلى نوى في القصف الحالي.
ورجح ناشطون إعلاميون في المدينة أن تكون الطائرات التي استهدفت المدينة روسية، لأن الغارات تمت ليلاً وقدمت من الجهة الغربية للمدينة التي يمنع على الطيران السوري استخدام مجالها الجوي بموجب اتفاقات فض الإشتباك مع إسرائيل. كما استهدف الطيران بلدة الشيخ سعد حنوب غربي نوى أمس.
واستغرب مصدر مطلع على المفاوضات مع الروس والنظام من داخل مدينة نوى، في اتصال مع «الحياة»، الهجمة العنيفة للروس والنظام على المدينة، وقال إن « ملشيات الجيش الحر والروس توصلوا إلى اتفاق أولي يوم الثلثاء، وقاموا بتسليم دبابة كبادرة حسن نية».
وكانت مصادر إعلامية مقربة عزت الهجوم على نوى بأن «جبهة النصرة» رفضت توقيع أي اتفاق مع النظام وعطلته عبر استهداف رتل عسكري للروس والنظام كان في طريقه إلى المدينة. وأشارت عدة مصادرة إلى مقتل عدد من ضباط انظام في تفجير سيارة عسكرية بلغم أرضي في الطريق بين جاسم ونوى أول من أمس في الريف الغربي لدرعا.
وأكد القائد في الجبهة الجنوبية العقيد خالد النابلسي الأنباء حول التوصل إلى اتفاق أولي بين الروس و «الملشيات»، وجدد في اتصال مع «الحياة» نفي أي وجود لجبهة النصرة في نوى. واستهجن النابلسي «كيف يبرر النظام قتل المدنيين واستهداف مدينة يوجد فيها عشرات الآلاف وكان نحو مئة ألف نازح بدأوا العودة إلى المدينة»، مشدداً على أنه «لا يمكن الوثوق بوعود الروس والنظام بالمطلق بسبب هذه الحادثة وغيرها»، وتعليقاً على المعلومات عن أن النظام رد بعد استهداف رتل عسكري له قال النابلسي إن «النظام يؤكد أنه يحارب داعش والنصرة، ولهذا فمن الطبيعي أن يسعى التنظيمان إلى الحاق خسائر به وهي حالة طبيعية أثناء المعارك ولا تبرر قتل المدنيين».
وبعد اتفاق نوى، ومنذ حملته العنيفة التي بدأها في 19 حزيران (يونيو) الماضي استعاد النظام السيطرة على نحو 93 في المئة من المحافظة التي انطلقت منها شرارة الاحتجاجات ضد النظام، وسقط فيها أول الضحايا في 18 آذار(مارس) 2018، في حين يسيطر «داعش» على نحو 7 في المئة.
وأجبرت الحملة العسكرية العنيفة عشرات القرى على عقد «مصالحات» مع النظام بضمانة روسية، وسيطر النظام للمرة الأولى منذ سبع سنوات على حدوده مع الأردن، والمعابر الحدودية باستثناء قاطع صغير في حوض اليرموك قرب المثلث الحدودي مع الجولان المحتل والأردن يسيطر عليه جيش خالد المبايع لتنظيم «داعش».
الحياة
أضف تعليق